الباحث القرآني
قال الله تبارك وتعالى: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ﴾ [الزمر ٣٩] الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقوله: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ﴾ المراد به من كذبوه وعاندوه، وقوله: ﴿يَا قَوْمِ﴾ هذه مناداة، وأصلها: يا قومي، ولكنها حُذفت الياء للتخفيف، وبقيت الكسرة دليلًا عليها، وعليه فنقول في إعرابها: قوم منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف ﴿يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ﴾ اعملوا على مكانتكم يعني على ما أنتم عليه من الكفر والعداوة والإيذاء، فإن ذلك لا يهمني ولن يمنعني من أن أستمر في عملي، ولهذا أكد قوله: إنى عامل يعني: عامل على ما أنا عليه، فأنتم اعملوا ونحن سنعمل، وهذا كقوله تعالى: ﴿وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [هود ١٢٢]، ﴿إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ [الزمر ٣٩، ٤٠] سوف تعلمون: هذه جملة محقَّقة لدخول (سوف) عليها؛ فإن (سوف) تحقق الجملة كما تحققها السين، لكن الفرق أن السين تفيد ذلك عن قرب، و(سوف) تفيده عن مهلة، ولهذا يقال: السين للتنفيس، و(سوف) للتسويف -أي: التأخير- والتنفيس؛ القرب ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ﴾ [الزمر ٣٩، ٤٠]، (من) هذه مفعول (تعلمون)، والعلم هنا بمعنى المعرفة، ولهذا لا تنصِب إلا مفعولًا واحدًا؛ كما قال ابن مالك:
؎لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تُهَمَهْ ∗∗∗ تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَهْ
يقول: ﴿تَعْلَمُونَ﴾ أي: تعرفون ﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ أي: ستعلمون الذي يأتيه عذاب يخزيه، العذاب هنا العقوبة، والخزي معناه الذل والعار، ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [الزمر ٤٠] أي: ينزل عليه عذاب مقيم لا يفارقه، سوف تعلمون هذا، هل هو نحن أم أنتم، ولكنهم سوف يعلمون ذلك في وقت لا يتمكنون فيه من الخلاص، وإنما ينادون بالويل والثبور والعياذ بالله.
إذن (من) نعربها على أنها مفعول (تعلمون) الأول أو الثاني؟ ليس فيه أول ولا ثانٍ؛ لأن (يعلمون) هنا بمعنى (يعرفون)، ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [الزمر ٣٩، ٤٠].
ثم قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر ٤١] تأمل ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ﴾، وفي بعض الآيات ﴿أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ [الزمر ٢] فهل الحرفان بمعنى واحد، أو هما يختلفان؟
الجواب: الأصل فيما اختلف لفظه أن يختلف معناه، هذا الأصل؛ لأن اللفظ للمعاني بمنزلة الثوب للأجسام، فإذا وجدنا لفظينِ تعديتهما واحدة، لكنهما مختلفان لفظًا، فالأصل اختلافهما معنًى، فقوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ يفيد أن غاية الإنزال إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتجاوزه إلى غيره، وقوله: ﴿عَلَيْكَ﴾ يفيد أن الإنزال استعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى تشربه، كأنه نزل في نفس الرسول عليه الصلاة والسلام، ألم تقرأ قول الله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ﴾ [الشعراء ١٩٣، ١٩٤] ولم يقل: إلى قلبك، هذا هو الفرق.
وقوله: ﴿عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ الكتاب هنا هو القرآن الكريم، وسمي كتابًا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي بأيدي الملائكة، وفي الصحف التي بين أيدينا، وعلى هذا يكون (فِعال) بمعنى (مفعول)، وهذا الوزن أعني فعالًا بمعنى مفعول يأتي كثيرًا في اللغة العربية، ومنه.
* طالب: فراش بمعنى مفروش.
* الشيخ: فراش بمعنى مفروش، كساء؟
* الطالب: بمعنى مكسي.
* الشيخ: وبناء بمعنى مبني، وغراس بمعنى مغروس، وله أمثلة.
طيب يقول: ﴿الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ اللام هنا للاختصاص أو للتعدية، جائز هذا وهذا، فالمعنى أن الله أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليهتدي به الناس وينتفعوا به، والأمر كذلك، فإن الناس انتفعوا بهذا القرآن انتفاعًا لا يماثله انتفاع، فالأمة القرشية كانت لا تساوي شيئًا عند الأمم، وكانوا أذلة، وكانوا فقراء لهم رحلة إلى الشام في الصيف، وإلى اليمن في الشتاء؛ لأنهم ليس عندهم حركة ولا تجارة ولا أموال، وببعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا القرآن صاروا سادة الأمم ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾ [الضحى ٦]، آوى يعني آواك وآوى بك، فكنت أبًا للناس بعد أن كنت يتيمًا لا أبَ لك، ولهذا نقول: آوى حذف المفعول به من أجل العموم، يعني آواك وآوى بك ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى ٧] هدى من؟ هداك وهدى بك، ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾ [الضحى ٨] يعنى أغناك وأغنى بك، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام للأنصار: «وَكُنْتُمْ عَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللهُ بِي»[[متفق عليه؛ البخاري (٤٣٣٠)، ومسلم (١٠٦١ / ١٣٩) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم.]]، فالنبي عليه الصلاة والسلام جاء بالبركة لأمته، ولهذا قال: ﴿عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ﴾، وقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ لها معنيان: بالحق يعني أن ما جاء به هذا القرآن فهو حق، والحق هو الصدق في الأخبار، والعدل في الأحكام، قال الله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام ١١٥]، يعنى أن هذا القرآن نزل بالحق، أتى بالحق، وهو أيش؟ صدق الأخبار، وعدل الأحكام، والمعنى الثاني بالحق يعني أنه مصحوب بالحق، أي: أنه نزول حق، ليس فيه باطل؛ كقوله تعالى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ [الشعراء ٢١٠ - ٢١٢]، فإذن بالحق له معنيان؛ الأول.
* طالب: صدق الأخبار والعدل في الأحكام.
* الشيخ: يعني أن ما جاء به الحق والثاني.
* الطالب: مصحوبًا بالحق.
* الشيخ: يعني.
* الطالب: يعني أنه نزل معه (...).
* الشيخ: لا، هذا يعود على المعنى الأول.
* الطالب: نزوله حق.
* الشيخ: يعني أن نزوله حق، ليس بباطل، فإنه لا يعتريه الباطل ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت ٤٢]، وتلوت عليكم قوله تعالى: ﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (٢١٠) وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (٢١١) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ﴾ بخلاف أخبار الكهان، أخبار الكهان كلها من الشياطين.
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ﴾ [الزمر ٤١] الفاء هذه مفرعة على ما سبق، يعني بعد نزول هذا القرآن انقسم الناس فيه إلى قسمين: قسم اهتدى به فانتفع، وقسم ضل عنه فهلك.
وقوله: ﴿فَمَنِ اهْتَدَى﴾ (من) هذه شرطية، فعل الشرط فيها اهتدى وجوابه جملة، فلنفسه؛ لأن الجملة هنا اسميه، ولهذا اقترنت بالفاء ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ﴾، وقوله: ﴿اهْتَدَى﴾، أي: هداية علمية وهداية عملية، هداية علمية بأن حرص على هذا القرآن، فحفظه وتدبره وتأمله، وهداية عملية بأن أيش؟ طبق هذا القرآن وعمل به عقيدة وقولًا وفعلًا، وقوله: ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ﴾ يعني فلنفسه اهتداؤه، أو فهو لنفسه، المهم أن المحذوف هنا المبتدأ ولا بد، لماذا نقول: ولا بد؟ لأن المذكور جار ومجرور، والجار والمجرور لا يمكن أبدًا أن يكون مبتدأ، إذن فالمحذوف هو المبتدأ هنا، فإن شئت قدِّر: فلنفسه اهتداؤه، وإن شئت قدر: فهو لنفسه. ونسأل الآن لماذا اقترنت جملة الجواب بالفاء؟
* الطالب: (...) اسمية.
* الشيخ: لأنها اسمية، وإذا وقعت جملة الجواب اسمية وجب اقترانها بالفاء، وربما تحذف الفاء لكن قليلًا، ومنه قول الشاعر:
؎مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرُهَا ∗∗∗ ..........................
ولم يقل: فالله يشكرها، لكن هذا قليل.
ولنتعرض الآن لما يجب قرنه بالفاء من الجمل إذا وقع جوابًا، وهو مذكور فى بيت.
* طالب: الأسماء الخمسة.
* الشيخ: طيب.
* الطالب: اسم جامد، و(سوف) والسين والجملة الاسمية، وإذا كانت طلبية (...) جملة فعلية فعلها طلبي (...).
* الشيخ: طيب، هذا خمسة، لكن فاضل بيت علشان تكمل.
* الطالب: قال الشاعر:
اسمية طلبية وبجامد وبما ولن وقد والتنفيس
* الشيخ:
؎اسْمِيَّةٌ طَلَبِيَّةٌ وَبِجَامِدِ ∗∗∗ وَبِمَا وَقَدْ وَبِلَنْ وَبِالتَّنْفِيسِ
﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ [الزمر ٤١]: ﴿وَمَنْ ضَلَّ﴾ فلم يهتدِ لا علمًا ولا عملًا، ﴿فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ أي: على نفسه ولا يضر الله شيئًا، ولا يضر غيره شيئًا أيضًا ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾، (ما) هذه حجازية، أي: لا ينطق بها إلا أهل الحجاز -إن أخطأت فقولوا: خطأ- (ما) هذه حجازية، أي: لا ينطق بها إلا أهل الحجاز؟
* طالب: خطأ.
* الشيخ: خطأ؛ لأنه ينطق بها أهل الحجاز وغيرهم، لكنها لا تعمل عمل (ليس) إلا عند أهل الحجاز، ولذلك سُميت حجازية، هي عند أهل الحجاز تعمل عمل (ليس)؛ ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿مَا هَذَا بَشَرًا﴾ [يوسف ٣١]، وعند بني تميم لا تعمل عمل (ليس)، مهملة فيقولون في قوله تعالى: ﴿مَا هَذَا بَشَرًا﴾ يعني في غير القرآن: ما هذا بشرٌ. الآن سأتكلم فقولوا: أنت حجازي أو تميمي: ما زيد قائم.
* طلبة: تميمي.
* الشيخ: تميمى. ما زيد قائمًا.
* طلبة: حجازي.
* الشيخ: حجاز إذن لغة قريش، وهم أهل الحجاز، يقولون: ما هذا بشرًا، وبنو تميم يقولون: ما هذا بشر، وكانوا يقرؤون القرآن: ما هذا بشرٌ، قبل أن يوحد على لغة قريش؛ لأن القرآن أنزل على سبعة أحرف. وفي بيت طريف قال فيه الشاعر:
؎وَمُهَفْهَفِ الأَعْطَافِ قُلْتُ لَهُ: انْتَسِبْ ∗∗∗ فَأَجَابَ: مَا قَتْلُ المُحِبِّ حَرَامُ
(ومهفهف الأعطاف قلت له: انتسب) يعني: من أين أنت؟ فأجاب ما قال: أنا من آل فلان أو آل فلان، فأجاب: ما قتل المحب حرام. ويش يكون هذه المرأة؟ تميمية؛ لأنها قالت: ما قتل المحب حرام إذن عرف أنها تميمية. في وقتنا الآن هل نعرف التميمي من القرشي؟ اندمج الآن كل تميمي وكل قرشي، فتجد هذا يقول: ما هذا بشر، وهذا يقول: ما هذا بشر، يختلفون كلهم، اختلطوا.
طيب، يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الزمر ٤١] هل نعرب الآن (ما) على لغة بني تميم أو على لغة قريش؟ على لغة قريش، مع أن اللفظ لا يختلف في هذا التركيب، لا يختلف اللفظ؛ لأن بني تميم يقولون: ما أنت عليهم بوكيل، وكذلك قريش، لكن لعلمنا أن القرآن على لغة قريش نقول: إن (ما) هنا حجازية، و(أن) اسمها، والتاء للخطاب، والباء حرف جر زائد، (وكيل) خبرها منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
فإن قال قائل: قلت: إن الباء حرف جر زائد ونحن نعلم أن القرآن الكريم ليس فيه لغو، والزيادة لغو.
فالجواب على هذا أن نقول: الزيادة لغو إذا لم تفد معنى، فإن أفادت معنى فليست لغوًا، والمعنى الذي تفيده هنا توكيد النفي، وعلى هذا فليست لغوًا، بل هي زائدة لفظًا، زائدة معنى، يعنى تزيد المعنى.
لكن قد يقول قائل: كيف زائدة؟ نقول: زائدة، الأولى من (زاد) اللازم، وزائدة الثانية من (زاد) المتعدي؛ لأن (زاد) مثل (نقص) تستعمل لازمة، لا تتعدى للمفعول، وتستعمل متعدية للمفعول، قال الله تعالى: ﴿فَزَادَهُمْ إِيمَانًا﴾ [آل عمران ١٧٣] متعدية ﴿ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا﴾ [التوبة ٤] متعدية، وتقول: زاد إيمان الرجل، لازمة، وتقول: نقص الماء، لازمة. ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الزمر ٤١] يعنى لست عليهم بمراقب تراقبهم وتحافظ عليهم، وإنما ذلك إلى الله، أنت عليك البلاغ، والحساب على رب العباد عز وجل.
نرجع الآن إلى كلام المفسر رحمه الله، يقول: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ [الزمر ٣٩] (على حالتكم)، فالمكانة بمعنى الحالة. وكما ذكرنا في التفسير المكانة أي: ما كنتم عليه، وهي بمعنى الحالة فى كلام المفسر ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ (على حالتي)، من أين فهم أن التقدير: على حالتي؟ لأنها مقابل لقوله: ﴿اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ يعنى أني عامل على مكانتي، طيب إني عامل ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ [الزمر ٣٩، ٤٠]
* طالب: (...)
* الشيخ: كيف؟
* الطالب: إني عامل على مكانتي.
* الشيخ: لا، هو على حالتي.
* الطالب: لا التقدير..
* الشيخ: التقدير على مكانتي ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ يقول: من موصولة، مفعول للعلم، كيف؟
* الطالب: مفعول (...).
* الشيخ: لا، مفعول العلم بالتاء عندكم.
* الطالب: (...) العلم (...).
* الشيخ: طيب ويش أنا قلت؟
* طالب: للعلم.
* الشيخ: أنا قلت: مفعول للعلم وهي عندك.
* الطالب: مفعول العلم.
* الشيخ: إي نعم، لا أنا ظننتها للعلم موصولة، مفعول العلم، أين العلم؟ لو قال المؤلف: مفعول تعلمون لكان أوضح؛ لأن الذي في الآية ليس المصدر ولكنه الفعل، وكان عليه أن يقول: مفعول تعلمون، لكن الكتاب في الحقيقة مؤلف لطلبة علم، ولهذا نحن لا ننصح بقراءة هذا الكتاب للمبتدئ؛ لأن هذا الكتاب وإن كان صغيرًا أكبر من فهم المبتدئ، طيب..
* طالب: ويش يقرأ يا شيخ؟
* الشيخ: دقيقة الآن، الجواب محفوظ إن شاء الله. (من) موصولة مفعول لـ(علم)، ﴿يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ إذا كانت (من) موصولة، فجملة (يأتيه) لا محل لها من الإعراب، صلة الموصول، ﴿عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾، ماذا قلنا بـ(عذاب)؟ عقوبة، وجملة (يخزيه) صفة لـ(عذاب)، وليست جوابًا لـ(من)؛ لأن (من) اسم موصول، لا تحتاج إلى جواب.
﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ﴾ [الزمر ٤٠] (ينزل عليه ﴿عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [الزمر ٤٠] دائم، وهو عذاب النار، وقد أخزاهم الله ببدر).
(مَن) موصولة مفعول لـ(علم)، ﴿يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ [الزمر ٤٠] إذا كانت (من) موصولة فجملة ﴿يَأْتِيهِ﴾ لا محل لها من الإعراب؛ صلة الموصول.
﴿عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ ماذا قلنا بعذاب؟ عقوبة، وجملة ﴿يُخْزِيهِ﴾ صفة لعذاب، وليست جوابًا لـ(من)؛ لأن (من) اسم موصول، لا تحتاج إلى جواب.
(﴿يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ﴾ ينزل ﴿عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [الزمر ٤٠] دائم، هو عذاب النار، وقد أخزاهم الله ببدر)، يعني أن أكبر ذلّ حصل لقريش ما حصل في بدر؛ لأن الله سبحانه وتعالى جمع زعمائهم وكبراءهم وأشرافهم، جمعهم حتى خرجوا في ذلك اليوم، وقُتل هؤلاء الأشراف والكبراء، قتلوا وسحبوا وألقوا في قَليب من قُلب بدر، قليب خبيثة منتنة، فكان جزاؤهم والعياذ بالله هذا الجزاء، وهذا من أعظم الخزي، حتى «وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم يوبخهم ويندّمهم يقول: «يَا فُلانَ بْنَ فُلَانٍ» بأسمائهم وأسماء آبائهم «يَا فُلانَ بْنَ فُلانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا»، فقالوا: يا رسولَ الله، ما تكلم من أُناس جَيَّفوا -كيف تكلم جِيَفًا؟- قال: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْجَوَابَ»[[متفق عليه؛ البخاري (٣٩٧٦)، ومسلم (٢٨٧٥ / ٧٨) من حديث أبي طلحة،.]]، وصدق الرسول عليه الصلاة والسلام، هم يسمعون كلام الرسول ولا يزيدهم هذا الكلام إلا حسرة وندامةً.
ولهذا «قال أحدهم لعبد الله بن مسعود، وهو أبو جهل، حينما جاء إليه وفيه رَمَق من حياة، قال له: من أنت؟ قال: ابن مسعود. قال: لقدِ ارتقيتَ مُرْتَقى صعبًا يا رُوَيْعِيَّ الغَنَمِ. كيف تطأ على رأس شريف من أشراف قريش. ثم قال: لمن الدائرة اليوم؟ قال: لله ورسوله »[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (١٠٢٠) من حديث ابن عباس.]]. المهم أن الرسول وبخهم على هذا الذي حصل.
ثم قال: (﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ [الزمر ٤١] متعلِّق بأنزل)، لماذا لم يقل: بأنزلنا؟ لأن العامل هو الفعل، و(نا) اسم بتقدير الانفصال عن الفعل، وهذا تعليم من المؤلف لكم إذا أردتم أن تقولوا: هذا متعلق فلا تذكروا إلا العامل فقط، لا تذكروا الفاعل معه، ولا المفعول إن كان المفعول متصلًا به، فهذا متعلق بـ(أنزل).
ونحن في الحقيقة في إعرابنا في القرآن نتجاوز، نقول في مثل هذا: متعلق بـ(أنزلنا) وهذا غير محرر، الصواب أن تقول: متعلق بـ(أنزل)، الذي هو العامل فقط، دون ما اتصل به من فاعل أو مفعول.
(﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِه﴾ [الزمر ٤١] اهتداؤه ﴿وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [الزمر ٤١] فتجبرهم على الهدى)، وهذا كقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ﴾ [ق ٤٥]، فالرسول عليه الصلاة والسلام ليس بجابر لهم على الاهتداء، وليس بموكل بهم يحافظهم ويحافظ عليهم.
نرجع للفوائد الآن: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ﴾ إلى آخره [الزمر: ٣٩].
* من فوائد هذه الآية: أنه ينبغي لمن معه الحق أن يكون قويًّا متحديًا لخصمه، فلا يقف موقف الضعف، من أين يؤخذ؟ ﴿اعْمَلُوا﴾ ﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾ [الزمر ٣٩] يعني ولا تهمونني.
* ومن فوائدها: تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن الله أمره بذلك تبشيرًا له وتسلية بأنه ستكون العاقبة له.
* ومن فوائدها: أنه لا بأس بإقرار الكفار على كفرهم تهديدًا، وهذا أسلوبٌ متبع حتى في تأديب الوالد ابنه، ماذا يقول له إذا خالف؟ يقول: استمر على معصيتي، استمر في اللعب، لا تحضر للضيوف مثلًا، ماذا يقصد؟ يقصد التهديد.
وأظننا لا يمكن أن نأتي بها جميعا، ونجعلها غدًا إن شاء الله.
(...)
* * *
* طالب: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢) أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الزمر ٤٢ - ٤٤].
* الشيخ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام ١٣٥] إلى آخره.
* من فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى يريد من نبيه أن يكون عاليًا على قومه، يتكلم عليهم أو يتكلم معهم من علو، وذلك بقوله: ﴿يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ﴾، وهذا يشبه التحدي، التحدي لهم أني لا يهمني أن تعملوا ما علمتم؛ فإني سوف أعمل ما يضاد ذلك.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أظننا ذكرنا هذه الفائدة أنه ينبغي لصاحب الحق أن يكون قويًّا على خصمه متعليًا عليه.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: تهديد أولئك المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم سوف يعلمون من هو أحق بالعذاب ومن يأتيه العذاب.
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن عذاب الكفر عذاب مخز عارٌ في الآخرة وذلٌّ في الدنيا، بل ذل في الدنيا والآخرة والعياذ بالله؛ لقوله: ﴿مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ﴾ [الزمر ٤٠].
* ومن فوائد الآية الكريمة: أن عذاب أهل النار مقيم لا ينفك عنهم، ويتفرع على هذه الآية الكريمة ما دلَّ عليه القرآن والسنة؛ من أن أهل النار مخلدون فيها أبدًا وأنها لا تفنى، وأن القول بفنائها قول ضعيف، بل باطل، لمخالفته للكتاب والسنة.
ثم قال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ إلى آخره [الزمر: ٤١].
* من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان أن القرآن كلام الله؛ لأن الله أنزله، وهو كلام ليس ذاتًا معينة كالحديد الذي قال الله فيه: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ [الحديد ٢٥] وكالمواشي: ﴿وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ﴾ [الزمر ٦] فالقرآن كلام، فإذا كان كلامًا فإنه لا يكون مخلوقًا؛ لأن الكلام صفة المتكلم، والمتكلم به وهو الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن.
* ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات علوّ الله، منين؟
* طالب: ﴿أَنْزَلْنَا﴾.
* الشيخ: والإنزال لا يكون؟
* الطالب: إلا من علو.
* الشيخ: إلا من علو، وهذا هو الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة.
علو الله عز وجل دل عليه الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، الكتاب دلالته على علوّ الله متنوعة بأنواع كثيرة، والسنة كذلك اتفقت:
السنة: القولية والفعلية والإقرارية على أن الله سبحانه وتعالى عال فوق عرشه فوق خلقه.
والإجماع: أجمع السلف على ذلك، ما منهم من أحد قال بخلافه أبدًا، والقاعدة في هذا أنه إذا دل الكتاب والسنة على شيء، ولم يُعلم أن أحدًا من السلف الصحابة والتابعين قال بخلافه؛ فإنهم لا يقولون بسواه، وهذه فائدة مهمة، يعني قد يقول قائل: أين الدليل على أن الصحابة يرون أن الله استوى على العرش، أي: علا عليه؟ هل أحد فسره بذلك؟ فماذا نقول؟
نقول: ما دام القرآن قال به ولم يرد عنهم خلافه، فهم قد قالوا به؛ لأنهم هم يأخذون بدلالة القرآن التي أُمروا أن يأخذوا بها. إذن نأخذ من هذا إجماع الصحابة على علو الله، وكذلك التابعون لهم بإحسان والأئمة من بعدهم، لم يأت حرف واحد عن أحد منهم أنه قال بخلاف ذلك.
* من فوائد هذه الآية: فضيلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال أيش؟
الأدلة العقلية على علو الله عز وجل أن يقال: العلوّ إما صفة نقص أو كمال، ولا أحد يشك أنه صفة كمال، فوجب ثبوته لله عز وجل؛ لأن الرب قد وجبت له صفات الكمال عقلًا.
وأما الفطرة فإن الناس مفطورون على أنهم إذا سألوا الله شيئًا، إنما ترتفع قلوبهم نحو السماء، وهذا أمر لا ينكره أحد.
* من فوائد الآية الكريمة: فضيلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان إنزال هذا القرآن العظيم عليه، وقد قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام ١٢٤].
* ومن فوائدها: أن القرآن نزل لمصلحة الخلق؛ لقوله: ﴿لِلنَّاسِ﴾، فالقرآن لم ينزل ضد مصالح الخلق، بل نزل لمصالح الخلق، ولهذا قال: أنزلناه عليك للناس.
* ومن فوائد الآية الكريمة: عموم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله: ﴿لِلنَّاسِ﴾ ولم يقل: لقومك، مثلًا للناس عمومًا.
* ومن فوائدها: أن القرآن نزل بالحق على وجهي التفسير اللذين سبقَا، وهو أنه هو حق وآتٍ بالحقّ، حق فيما جاء به حيث كانت أحكامه عدلًا وأخباره صدقًا، وهو نفسه حق ليس بباطل.
* ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن القرآن حُجة؛ لقوله: ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ [الزمر ٤١].
* ومن فوائدها: أن الناس ينقسمون نحو هذا القرآن إلى مهتدٍ وضالٍّ؛ لقوله: ﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾.
* ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان مُجبَر على عمله، ووجه ذلك أنه أضاف الاهتداء والضلال إلى العبد، فدل هذا على أنه فعله الذي اختاره.
* ومن فوائد الآية الكريمة: شؤم المعاصي وأنها تكون على العبد لا له.
* ومن فوائد الآية الكريمة: بركة الاهتداء وأنه كسب للعبد؛ لقوله: ﴿فَلِنَفْسِهِ﴾.
* ومن فوائدها: تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ضل من ضلَّ من الناس؛ لقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾، فالله وحده هو الوكيل عليهم، أما أنت فأنت مبلِّغ، فإذا قمت بواجب البلاغ فالحساب على الله.
* ومن فوائدها: الرد على من تعلَّقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خوفًا ورجاءً ورغبة ورهبة، حتى صاروا يدعونه من دون الله؛ لقوله: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾.
* ومن فوائدها: أن الداعي المبلغ لشريعة الله إذا بلغ على الوجه الذي أُمر به فقد برأت ذمته، ولا يلزمه شيء وراء ذلك، وجه الدلالة منها أنه إذا كان إمام الداعين المبلغين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس وكيلًا على الناس، ولا حفيظًا عليهم، فمن دونه من باب أولى.
{"ayahs_start":39,"ayahs":["قُلۡ یَـٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّی عَـٰمِلࣱۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ","مَن یَأۡتِیهِ عَذَابࣱ یُخۡزِیهِ وَیَحِلُّ عَلَیۡهِ عَذَابࣱ مُّقِیمٌ","إِنَّاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیۡهَاۖ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِوَكِیلٍ"],"ayah":"مَن یَأۡتِیهِ عَذَابࣱ یُخۡزِیهِ وَیَحِلُّ عَلَیۡهِ عَذَابࣱ مُّقِیمٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق