الباحث القرآني
ثم قال: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ الجملة هنا معطوفة على ما سبق.
قوله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ﴾ الطاعة: هي موافقة الأمر، موافقة الأمر فعلًا للمأمور وتركًا للمحظور، فمن ترك مأمورًا به فليس بطائع، ومن فعل منهيًّا عنه فليس بطائع، وأصلها من الطَّوْع وهو الانقياد، ومنه قولهم: هذه ناقة طَوْع أي: منقادة لقائدها لا تستعصي عليه.
﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ الرسول هنا فيه (أل)، فهل هي للجنس أو للعهد؟
* طالب: للعهد.
* الشيخ: هي للعهد؛ لأن هذا الخطاب موجّه لهذه الأمة، وهذه الأمة رسولها واحد وهو محمد ﷺ، فتكون (أل) هنا للعهد، والأخ يبين لنا أي أنواع العهد؟ إي نعم، أي أنواع العهد في قوله: ﴿أَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾؟
* طالب: العهد الذهني.
* الشيخ: العهد الذهني، وذلك أن العهد ثلاثة أنواع: ذِهني، وذِكْري، وحضوري، فإن كانت (أل) تشير إلى شيء مذكور فهو ذكري مثل قوله تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ﴾ [المزمل ١٥، ١٦].
وإن كانت تشير إلى شيء حاضر فهي للعهد الحضوري، مثل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة ٣]. وهكذا كل (أل) تأتي بعد اسم الإشارة، فإن كل (أل) تأتي بعد اسم الإشارة فهي للعهد الحضوري، مثل: هذا الرجل، هذا الإنسان، وما أشبه.
والثالث: العهد الذهني الذي يكون معلومًا بالذهن، فهنا الرسول هو محمد ﷺ وهو معهود ذهنًا.
﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (لعل) هنا للتعليل وليست للترجّي، و(لعل) تأتي كما مر علينا كثيرًا تأتي للتعليل وللإشفاق وللترجّي، وتأتي للتمني أحيانًا، والفرق بين التمنّي والترجي: أن الترجي فيما يُرجى حصوله، والتمني فيما لا يُرجى حصوله، إما لعُسره وإما لتعذّره، وهنا للتعليل؛ يعني إذا أطعتم الله والرسول حصلت لكم الرحمة: ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ والرحمة يكون بها حصول المطلوب وزوال المكروه، وإذا قُرِنَت بالمغفرة صارت المغفرةُ لزوال المكروه، والرحمةُ لحصول المطلوب، أي: لعلكم تكونون في رحمة الله التي بها النجاة وحصول الثواب والأجر الكثير.
* في هذه الآية من الفوائد؛ أولًا: وجوب طاعة الله ورسوله، تؤخذ يا أخ؟
* طالب: من قوله تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾.
* الشيخ: ما وجه الأخذ أَخْذِها من ذلك؟
* طالب: قوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾.
* الشيخ: إي، لكن ما وجه الأخذ؟
* الطالب: الآية تأمر بطاعة الله والرسول.
* الشيخ: والأصل في الأمر؟
* الطالب: الوجوب.
* الشيخ: الأصل في الأمر الوجوب.
* ومن فوائدها: جواز اقتران اسم الرسول باسم الله في الأمر الذي يكون مشتركًا بينهما؛ لقوله: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ﴾ أما الأمر الذي لا يكون مشتركًا بينهما وهو الأمر الكوني القَدَري فهذا لا يُذكَر الرسول مع الله إلا بحرف يدل على الترتيب، وبهذا نعرف الفرق بين إسناد الشيء الشرعي إلى الله ورسوله وبين إسناد الكوني إلى الله ورسوله، فإسناد الشيء الشرعي يجوز بالواو، وأما الكوني فلا يجوز إلا بـ(ثم) الدالة على الترتيب والمهلة.
فإذا قلت في أمر شرعي: الله ورسوله أعلم، فهذا صحيح وجائز، وقد أقره النبي ﷺ نفسه، فإنه في حديث زيد بن خالد الجهني: «أن النبي ﷺ صلى بهم صلاة الصبح على إثر سماء كانت من الليل، فقال: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم»[[متفق عليه؛ أخرجه البخاري (١٠٣٨)، ومسلم (٧١ / ١٢٥) من حديث زيد بن خالد الجهني.]]. فأقرهم؛ لأن المراد هنا العلم الشرعي، لكن في المسائل الكونية لما قال له رجل: ما شاء الله وشئتَ، أنكر عليه وقال: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟! بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ»[[أخرجه أحمد (٢٥٦١) من حديث ابن عباس، بلفظ: «جعلتني لله عدلًا».]].
* من فوائد هذه الآية: أن طاعة الله ورسوله سبب للرحمة؛ لقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ولكن هل المراد الرحمة العامة أو الخاصة؟
* طالب: الخاصة.
* الشيخ: المراد الخاصة؛ لأن العامة حاصلة لنا على كل حال حتى الكفار لهم رحمة من الله، لكنها رحمة عامة، فالمراد بالرحمة هنا الرحمة الخاصة التي بها سعادة الدنيا والآخرة.
{"ayah":"وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق