الباحث القرآني
قال الله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ [العنكبوت ٤٥].
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ ﴿اتْلُ﴾ يتضَمَّن التِّلاوة اللفظية والتلاوة الحُكْمية؛ التلاوة اللفظية أن تقرأَ القرآن، والتلاوة الحكْمِيَّة أن تأخذ بأحكامِه وهي تلاوةُ الإتباع مِن قولهم: تلَا فلانٌ فلانًا، أيش معنى تلَاه؟
* طلبة: أن اتبعه.
* الشيخ: أي تَبِعه، فالأَمْرُ هنا بالتلاوة يشمل هذا وهذا ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ [البقرة ١٢١].
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿اتْلُ﴾ الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وليس موجَّهًا لكلِّ مَن يصِحُّ خطابُهُ؛ لأنه قال: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾، وهذا يُخَصِّصُه بالرسول ﷺ؛ لأنَّ غيرَه لم يُوحَ إليه، ولكن مع ذلك الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام خطابٌ له وللأمة بدليل قوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ [الأحزاب ٢١] إلَّا ما قام الدليل على اختصاصِه به فإنَّه يُؤخَذ بالدليل كقوله تعالى: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا﴾ [الأحزاب ٥٠] لو وقفت الآية على هذا لكان يجُوز للأمة أن تفعَل معه، لكن قال: ﴿خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب ٥٠]، فدل هذا على أن الخطاب الموجّه للرسول ﷺ له ولأمته ما لم يُوجَد دليل على اختصاصه به.
قال: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ ﴿مَا﴾ اسم موصول يفيد العموم. وقوله: ﴿أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾ الوحي في اللغة هو الإعلام بسرعة وخفَاء، الإعلام بسرعة وخفَاء يُسَمَّى وحْي؛ يعني مثلًا افرض أنك بين قوم، وتريد أن تُعلم أحدًا بشيء، تقول مثلًا: كذا بيدك اللي عندك ما يدورن عن هذا، لكن صاحبك يدري يعني ما أنت بتقول: يا فلان، قُم لنذهب إلى فلان، هذا يسمى وحيًا؟
لا، هذا مَا هو وحي؛ لأنَّه واضح ولا فيه خفاء، لكن بسرعة وخفاء يُسَمَّى في اللغة وحي الإعلام بسرعة وخفاء، أمَّا في الشرع فهو إعلامُ الله سبحانه وتعالى بالشرْع لأحدِ أنبيائه أو رُسُلِه هذا الوحي شرعًا، وهنا المراد أيش؟ الوحي شرعًا، وله مراتب ذكرها الله تعالى في سورة (حم عسق الشورى)، قال: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ ﴿مِنَ﴾، هنا بيانية بيان لـ﴿مَا﴾. في قوله: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾، وقوله: ﴿الْكِتَابِ﴾ المراد به القرآن، وسمي كتابًا؛ لأنَّه يُكتَب في المصاحِف، ولأنَّه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، ولأنَّه مكتوب في أيدي الملائكة ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (١١) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (١٢) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (١٣) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ [عبس ١١ - ١٦].
وكِتاب (فِعَال) بمعنى (مفعُول) كثيرة في اللغة العربية، وأظُن الأمثلة التي مرَّت بنا لا تغِيب عن أذهانِكم الآن، مثل (فِراش مفرُوش)، (غِرَاس مغْرُوس)، و(بِناء مَبْنِيّ).
قال: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ [العنكبوت ٤٥] ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ أي: ايتِ بها على وجهِ الكمال؛ لأن إقامة الشيء جعلُه قويمًا ليس به اعوجاج ولا نقْص.
وقوله: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ الخطاب للرسول ﷺ ومعلوم أنَّه يقيمُ الصلاة، وأنَّه أقوَم المصَلِّين صلاة، فكيف وُجِّهَ إليه الخطاب بـ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾؟
قلنا: توجيهُ الخطاب إلى مَن يتَّصِفُ به، المراد به الاستِمْرَار عليه لا تجديده؛ لأنَّه موجود، لكن الاستمرار عليه مثل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ﴾ [النساء ١٣٦] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا﴾ الخطاب ليس عبثًا حتى نقول: إن هذا تحصيل حاصل، فالمؤمِن مؤمِن نقول: المراد إيش؟ الاستمرار على ذلك، فإذا وُجِّه الخطاب أو الأمر لِمَن يتَّصِف به، فالمراد الاستمْرَار عليه.
وقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ قبل قليل قلنا: إن التلاوة تشمَل الاتباع والعمل بأحكامه، أليس إقامة الصلاة مِن اتِّبَاعه والعمل بأحكامه؟
بلى؛ إذن عطفها على قولِه: ﴿اتْلُ﴾ مِن باب عطف الخاص على العام، وعطفُ الخاصّ على العام هو إيذان برفعة شأنه، ولا شكَّ أنَّ الصلاة أفضَلُ أعمال البدَن؛ فلهذا خُصَّتْ بذِكرِها، ثم إنَّ عطف الخاص على العام هل معناه ذكرُه مرتين؟ أو معناه أنَّه أُفرِدَ بالذكر مِن بين العموم؟
في هذا رأيان لأهل العلم، فمِنْهم مَن يقول: إنَّ ذكرَ الخاص بعد العام معنَاه أنه سُلِبَتْ دلالةُ العموم بالنسبة إليه، ثم أُفْرِدَ بالذكر، ومنهم مَن قال إنَّه داخِلٌ في العموم الأول، ثم أُفرِد بالذكر فيكون ذُكِرَ مرتين، وكلَاهما يدل على شرفِه؛ يعني كِلَا القولين يدُلُّ على شرف هذا المذكور، لكن أيُّهما أقوى؟ الأخير أن يكون ذُكِرَ مرَّتِين؛ مرة لذكر العموم، ومرةً بالخصوص، تظهر الفائدة مثل لو قلت: أكرم الطلبة ومحمدًا، ومحمد من الطلبة على القول بأنَّه داخل في العموم، ثم خُصَّ بالذكر نكون عرفْنا أَن هذا الرجل طالِب واسمُه محمد، أمَّا إذا قلنا: نُزِع من العموم، وخُصَّ بالذكر فحينئِذٍ نبحث عن محمد هذا ويش هو طالب أو غير طالب؟
ويحتَاج إلى قرينة تدُلُّ على أنَّه مِن الطلبة، والصحيح ما قلتم: إنَّه أقوى أنَّ ذِكْرَ الخاص بعد العام معناه ذكرُه مرتين.
ثم قال سبحانه وتعالى معلِّلًا الأمرَ بإقامة الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت ٤٥]، وهذا التعليل هل هو تعلِيل بالنسبة للمُخاطَب أو بالنسبة للمُخاطَب به؟ خلوا بالكم يا جماعة؛ لأنَّ المسألة فيها إشكَال التعليل هنا بالنسبة للمُخاطَب أو للمُخاطَب به؟ المـُخاطب مَن؟
* طالب: الرسول عليه الصلاة والسلام.
* الشيخ: طيب، والمخاطَب به؟
* طالب: الصَّلاة.
* الشيخ: الصلاة، خاطَبَهُ بإقامة الصلاة، فهَل هذا التعلِيل لإقامة الصلاة مِن حيثُ هي إقامَة أو هي تعليلٌ للمخاطَب يعني متصل بالمخاطَب؟
إذا قلنا: إنه متصل بالمخاطب صارَ المعنى إنَّ الصلاة تنهاكَ عن الفحشاء والمنكر، وهذا يقتضي جواز وقوع الفحشاء والمنكر مِن الرسول ﷺ، وإذا قلنا: إنه تعليل المخاطب به يتصل بالمخاطب به والصلاة قلنا: إنَّ الصلاة مِن حيث هي صلاة تنهَى عن الفحشاء والمنكر، ويكونُ هذا وصفًا صادقًا بالنسبة لِمَن؟
بالنسبة لغيرِ الرسول ﷺ، فيكون هذا التعليل بالنسبة لِلمخاطب به، اللي هي الصلاة لا المخَاطَب بذلك، وهو الرسول ﷺ؛ لِعلمِنا أنَّه معصوم مِن الفحشاء والمنكر، واضح يا جماعة؟ وهذا هو المتعَيِّن.
وقوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ تنهى ﴿الصَّلَاةَ﴾ هنا والتي قبلَها المرَاد الصلاة الفريضة ولَّا الفريضة والتطوع؟
* طالب: الكُلّ.
* الشيخ: الكل عامّ. وقوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ﴾ ﴿تَنْهَى﴾ أي: تمنَع، لكن التعبير بالنهي أبلَغ مِن التعبير بالمنع، فإنَّ المانع قد لا يكون مُحَذِّرًا، لكن في النهي تحذِير فكأنَّ الصلاة فيها سِرٌّ يقتضِي أن يُبْعِدَ الإنسان عن الفحشاء والمنكر كأنَّها تُؤَنِّبُ ضميرَه وتقول له: ليش تفعل هذا؟ ولِمَاذا تفعَل؟
وقوله: ﴿تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ ﴿الْفَحْشَاءِ﴾ كُلُّ ما يُسْتَفْحَش مِن المعاصي؛ كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وقتْل النفس وما أشبهَه، والمنكر ما دون ذلك، وعطْفُ المنكرِ على الفحشاء مِن عطفِ العامّ على الخاص؛ لأنَّ كل فحشاء منْكَر، وليس كل منكر فحشَاء.
قال المؤلف: (﴿عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ شرعًا؛ أي: مِن شأنِها ذلك ما دام المرء فيها). قوله: (أي من شأنها ذلك) هذا صحيح، لكن ما دامَ المرءُ فيها ليس بصحِيح، بل هي تنهَى عن الفحشاء والمنكر ما دامَ فيها وما لم يدُم فيها؛ يعني ليس نفعُها هذا النفع خاصًّا بما إذا كان الإنسان متلَبِّسًا يصَلِّي، اللي يصلي معلوم، ما هو بِرَاح يفْعَل الفحشاء والمنكر، لكن الفائدة العظيمة أنَّها تُؤَثِّرُ في قلبِك ما يقتضِي إبعادَك عن الفحشاء والمنكر، وهذا هو الثَّمَرة والنتيجة، لا أنَّ الثمرة والنتيجة أنَّك إذا كنت تصَلِّي ما عاد تفعَل الفحشاء والمنكر، فتقْيِيد المؤلف بقوله: (ما دامَ فيها)، فيه نظر، وليس بصواب، بل هي مُطْلَقَة تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ بمعنى أنَّ ما يحدُث منها يُوجِبُ للقلب البُعْدَ عن الفحشاء والمنكر، ووجهُ ذلك أنَّ الإنسان المصَلِّي ينَاجِي ربَّه كما قاله رسول الله ﷺ فبينه وبين ربِّه صلة هذه الصِّلَة تُكسِبُ القلب إيمانًا ونورًا؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الصَّلَاةُ نُورٌ»[[أخرجه مسلم (٢٢٣ / ١) من حديث أبي مالك الأشعري.]].
ومعلوم أنَّ القلب إذا اكتسب النور لا يميل إلى الفحشاء والمنكر، كلما همَّ أن يفعَل ذكر أنَّه قبل ساعات كان واقفًا بين يدي الله عز وجل فيخْجَل ويبتَعِد، وهذا أمْرٌ مُشَاهَد؛ إن الإنسان أحيانًا لَيَذْكُر وقوفه في صلاةٍ لها عشرون سنة أو أكثَر صلّى في يومٍ من الأيام صلاةً كأنَّه يرى ربَّه أن تعبدَ الله كأنَّك تراه يعني في غاية الإحسان يجِدُ طعمَ هذه الصلاة بعد حينٍ طويل يذكرُها ما يَغيب عن قلبِه هذه الذكرى لا بُدَّ أن تُؤَثِّر في نهي الإنسان عن الفحشاء والمنكر، وهذا وجه قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾، لكن المراد بقوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ﴾ أي: الصلاة المقامَة، ما هي كل صلاة تنْهَى عن الفحشاء والمنكر، والله لو صلاتنا تنهانا عن الفحشاء والمنكر كان كُلُّنا سليمِين، لكُنَّا كلنا سليمين، لكن الآن نسأل الله أن يعامِلنَا بعفْوِه يدخُل الإنسان في الصلاة بقلبٍ ويخرُج بنفسِ القلب أو أسْوَأ؛ لأنَّه لاحظوا أنَّ العبادات إذا لم تؤثر على قلبك حُسنًا فهي ضرَر اللي ما تنفعه الآيات تضُرُّه كما قال النبي عليه الصلاة: «الْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ»[[أخرجه مسلم (٢٢٣ / ١) من حديث أبي مالك الأشعري.]].
فهذه المسألة ما أكثَر مَن يعاني منها مِن المسلمين؛ إنه يقول: أنا ما أتأثَّر بالصلاة، ولا يحضُر قلبي، ولا يخشَع، فما هو الدواء؟ ثم إنَّه قد يشُكّ بعض الناس في هذا الخبر، وهو خبَرُ الله عز وجل صادِق، فيقول: أنا أصلي ولكن ما أشُوف أنَّها تنهاني عن الفحشاء والمنكر، أصلي مع الجمَاعة في الروضة، ثم أخرُج إلى دكاني وأبيع بالربا، أبيع بالغِشّ أبيع بالكذب، أُصَلِّي مع الإمام في الروضة، ثم أجِدُ في نفسي غلًّا وحقدًا على المسلمين وكراهَةً لِبعض شرع الله وما أشبَه ذلك، وين اللي ينهَى عن الفحشاء والمنكر؟
نقول: البلاء ما هو في الصلاة البلاء في المصَلِّي وإلَّا فأنا كلُّ مؤمن مو هو بأنا كل مؤمن يعلَم علم اليقين أنَّ الصلاة تنهَى عن الفحشاء والمنكَر؛ لأنَّ هذا خبرُ الله عز وجل وهو صِدْق، ولا يمكن؛ لأنَّه عالم جل وعلا بكل شيء فهو سبحانه وتعالى قال ذلك عن علْم، وكلامه أصدق الكلام.
وقوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت ٤٥]، قال المؤلف: (﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ مِن غيره من الطاعات) أولًّا: اللام في قولِه: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ﴾ ما نوعُها؟ اللام لام الابتداء نعم؛ لأنَّ الجملة ما هي قسمِيَّة، وقوله: (﴿ذِكْرُ اللَّهِ﴾ ) ذِكْر مصدَر مُضَاف إلى اسمِ الله، فهل هو مضَافٌ إلى فاعله أو مضاف إلى مفعوله؟
* طالب: إلى مفعولِه.
* الشيخ: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾؛ يعني: ولذِكْرُك ربَّك أكْبَر، أو ولَذِكْرُ الله إياكَ بالصلاة له أكبَر مِن نهيها عن الفحشاء والمنكر؟
* الطالب: لا، ولذِكْرُك ربَّك.
* الشيخ: الأول، والثاني؟
* طالب: يحتمل.
* الشيخ: لا، الثاني يصح، والشأن بذكْر الله لك، لا بذِكْرِكِ الله كما أنَّ الشأن بمحبة الله لك لا محبتك الله، وانظر إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران ٣١]، ولَّا (فاتبعوني تُحِبُّون الله)؟
يحبِبْكم الله، هذا الشأن، فالشأن أن تُذْكَر لا أن تَذْكُر، وكما أنَّ هذا بالنسبة للمخلوق مع الخالق هو أيضًا بالنسبة للمخلوقين مع بعضِهم كونُك تحِبُّ فلانًا أو تذْكُر فلانًا، ماذا تستفيد إذا كان فلان معرضًا عنك؟
ما تستفيد إلا العَنَاء والبلاء، ولذلك قَضِيَّة بَرِيرَة مع زوجِها مغيث؛[[أخرجه البخاري (٥٢٨٣) من حديث ابن عباس.]] هو يذكُرُها لكن هي لا تذكُرُه ولا ترِيدُه، وهو يحبُّها حبًّا شديدًا فالشأن إذن بذكر الله لك، ولكن ثِقْ بأنَّك إذا ذكرْتَ الله مِن قَلْب فإنَّ ذكرَ الله لك أعظم مِن ذكرِك له: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي» ونفسُ الله تعالى أعظم مِن نفسك بلا شَكّ «وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ» دونهم ولا مثلهم؟ «خَيْرٌ مِنْهُمْ»[[متفق عليه؛ البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥ / ٢) من حديث أبي هريرة.]] فأنت تذْكُر ربك حقيقة فالله تعالى يذْكُرُك ذكرًا أعظَم وأجلّ مِن ذكرِك إيَّاه، إذن ﴿لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ نقول: إنَّه صالح لهذا ولهذا.
وقوله: (﴿لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ مِن غيره مِن الطاعات)، هل المراد هنا الذكرُ المنفصل عن الصلاة؟ أوِ الذكرُ الذي في الصلاة؟ نشوف كلام المؤلف ويش يرَى؟
* طالب: المنفصِل.
* الشيخ: المنفصِل ظاهِرُ كلام المؤلف أنَّه الذكرُ المنفصل؛ يعني أنَّ الصلاة تنهَى عن الفحشاء والمنكر، وذكْرُ الله أعظم نهيًا عن الفحشاء والمنكَر وأكبَر، ويحتمل أن يكونَ المراد، ولَذكرُ الله الموجود في الصلاة والموجُود بِها، الموجود فيها وبها كذا؟ بينهم فرق يصلح (فيها وبها) ولَّا بينهم فرق؟
لا، بينَهم فرق ذكرُ الله الموجود فيها مثل التسبيح والتكبير والقِرَاءة، وذكرُ الله بها يعني ما يحصُل مِن ذِكْرِ الله بسبَبِها.
وقوله: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ ليجازيَكم به، هذه الجملة خبرية لكن لها معنى عظيم، ليس المقصود من هذه الجملة أن نعرف، أو أن نعلم بأن الله يعلم ما نصنع، ولكن المقصود منها: التحذير من أن نصنع ما يخالف شريعتنا وقوعًا في النهي أو تركًا للأمر.
وقوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ ﴿مَا﴾ اسم موصول دال على العموم يشمل؟
* طالب: كل ما نصنع.
* الشيخ: كل ما نصنع من قول أو فعل، فيما يتعلق بحقه، وفيما يتعلق بحق عباده.
﴿يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ قال: (ليجازيكم به) هذه النتيجة واضحة، متى تكون المجازاة عليه؟
* طالب:في الدنيا.
* الشيخ: في الدينا ويوم القيامة، والمجازاة عليه، أي: على ما نصنع، قد تكون شرعية بفعل العبد، وقد تكون كونية بفعل الله، المجازاة عليه شرعية بفعل العبد، مثل الحدود، فإن الحدود عقوبة شرعية ولّا كونية؟
* طالب: شرعية.
* الشيخ: شرعية بفعل العبد، هو المأمور بفعلها، وتكون كونية قدرية بفعل الله كما لو أصيب الإنسان بأمراض، وتلف أموال، وما أشبه ذلك.
* طالب: قد يكون ما يقع للإنسان من أمراض (...) عقوبة الله؟
* الشيخ: هو قد يكون عقوبة، وقد يكون ابتلاءً وامتحانًا، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة ١٥٥] فيكون اختبارًا، وقد يكون عقوبة لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ [الشورى ٣٠]، فالإنسان قد يبتلى عقوبة على سيئة أو امتحانًا.
المصائب التي تأتي الرسول ﷺ هذه من باب؟ من باب الامتحان، حتى يصل الإنسان إلى درجة الكمال؛ لأن الصبر كما تعرفون منزلة عالية عظيمة في الدين و﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر ١٠]، لكن الصبر بدون مصبور عليه ما يمكن، لا بد من أشياء تَرد على الإنسان من قضاء الله يصبر عليها.
* طالب: يقول تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء ٣٥]، هذا داخل في ذلك.
* الشيخ: داخل في ذلك.
* طالب: ما المراد بالفتنة؟
* الشيخ: الفتنة بالنسبة للخير فتنة الشكر، وبالنسبة للشر فتنة الصبر.
* طالب: في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت ٤٥] ذكرت أولًا أنه يحتمل الوقوع من الرسول ﷺ في الفحشاء أو المنكر؟
* الشيخ: لا، ما يحتمل.
* طالب: ما يحتمل؟
* الشيخ: لا، ما يحتمل (...).
قال الله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ إلى آخره [العنكبوت: ٤٥].
الأمر في قوله: ﴿اتْلُ﴾ موجَّه لمن؟
* طالب: للرسول ﷺ.
* الشيخ: ولا يصلح أن يكون موجَّهًا لكل من يصح خطابه؟
* طالب: هو منزل عليه، ولكن هو للأمة من بعده.
* الشيخ: لا، قصدي هل لا يصح أن نجعله موجَّهًا لكل من يتأتَّى خطابه؟
* طالب: لا، لأن هذا لا يتأتى (...) ﴿إِلَيْكَ﴾.
* الشيخ: حتى ﴿إِلَيْكَ﴾ دائمًا تأتي.
* طالب: لكل من يتأتى خطابه، يعني من المسلمين ولا من البشر عامة؟ من المسلمين؟
* الشيخ: من المسلمين، هل يصح هذا ولّا ما يصح؟
* طالب: إي، لو كان من المسلمين ما يصح؛ لأن هو يعني..
* الشيخ: مر علينا؟ علمناها.
* طالب: لم يصح أن يكون عامًّا.
* الشيخ: لماذا؟
* طالب: لأنه قال: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾، وغيره لم يوح إليه.
* الشيخ: وغيره لم يوح إليه، صح.
* طالب: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾.
* الشيخ: ما يخالفه، له أيضًا، الأمر الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام خاصة، هل يكون له ولغيره؟
* طالب: أحيانًا يكون له، وأحيانًا يكون له ولغيره.
* الشيخ: أحسنت، في مثل هذه الآية.
* طالب: هذه مشتركة.
* الشيخ: له ولغيره، نعم. ما هو الدليل على أن الخطاب الموجَّه له له ولغيره؟
* طالب: قوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾.
* الشيخ: لا، (...) له.
* طالب: قوله: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾.
* الشيخ: لا.
* طالب: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى﴾.
* الشيخ: لا، هو الدليل منفصل، ما هو من الآية.
* طالب: ليس من الآية؟
* الشيخ: لا.
* طالب: ممكن قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ﴾ [التحريم ١]، ثم قال: ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [التحريم ٢]، كذلك ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ [الطلاق ١].
* الشيخ: لا، أنا قصدي إذا كان الخطاب خاصًّا للرسول ﷺ وواضح أنه خاص له هو ينقسم إلى قسمين؛ قسم ما يتعدى الحكم إلى غيره، وقسم يتعدى الحكم إلى غيره بدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران ٣١]، وقوله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب ٢١].
أما مثل اللي ذكرت، ومثل ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ فالخطاب له، والمراد له وللأمة، بدليل أنه قال: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾ و﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ﴾، ومثل هذه الآية اللي ذكرت يكون الخطاب فيها مشتركًا بمقتضى دلالة اللفظ، لا بمقتضى التأسي به.
فصار الآن الخطاب الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أقسام:
قسم يدل الدليل بمقتضى اللفظ الخاص على أنه له ولغيره، مثل؟
* طالب: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾.
* الشيخ: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ﴾ قال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾، ثم قال: ﴿إِذَا طَلَّقْتُمُ﴾، ومثل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ﴾ ثم قال: ﴿قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ﴾.
وقسم آخر يختص به ولا يتعداه إلى غيره عملًا ما هو بمقتضى اللفظ، مثل: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح ١ - ٤] هذا كله خاصٌّ بالرسول عليه الصلاة والسلام لا يتعداه إلى غيره.
والثالث: ما يكون خاصًّا به بمقتضى الخطاب لكن يتناول غيره بمقتضى التأسي بدليل منفصل، مثل: هذه الآية؛ فإن الرسول أُمر به لكن حقيقة نحن أيضًا يجب علينا أن نتلو ما أوحاه الله إلى نبيه وأن نقيم الصلاة.
قوله: ﴿اتْلُ﴾ هذه فعل أمر مبنيٌّ على الضم، وما عهدنا أن فعل الأمر يُبْنَى على الضم، فكيف تجيب عنها؟
* طالب: مبني على حذف الواو.
* الشيخ: على حذف الواو، صح، أصلها: (تلا يتلو) بالواو؛ ففعل الأمر يقولون: مقتطع من الفعل المضارع، فعل الأمر يقولون: هو فعل مضارع مجذوم، لكن احذف منه حرف المضارعة، وهذه قاعدة مفيدة لكم، أن فعل الأمر فعل مضارع مجذوم حذف منه حرف المضارعة.
فمثلًا: إذا قال لك قائل: صغ الأمر من (خاف)، أيش تقول؟
* طالب: (خِف).
* الشيخ: (خِف) خطأ.
* طالب: (خَف).
* الشيخ: (خَف) أيش الدليل؟
هات فعل مضارعٍ مجذوم واحذف منه ياء المضارعة، تقول: (لم يَخِف) ولا (لم يَخَف)؟
* طالب: (لم يَخَف).
* الشيخ: (لم يخَف)، احذف الياء؟
* طالب: (خَف).
* الشيخ: (خَف)، صُغْ فعل أمر من (نام).
* طالب: (نَم).
* الشيخ: (نَم) ولّا (نِم)؟
* طالب: (نَم).
* الشيخ: (نَم)، الدليل: أن فعل المضارع المجزوم تقول فيه: (لم ينَم)، ما تقول: (لم ينِم)، احذف ياء المضارعة فيكون (نَم) فهمتم؟ هذه قاعدة تفيد الإنسان في مثل هذه الأشياء التي تخفى؛ لأنَّ كثيرًا من الطلبة إذا قلت له: صُغْ الأمر من (خاف) يقول؟
* طالب: (خِف).
* الشيخ: (خِف)، وواحد يقول: (خُف).
* طالب: يشدد الفاء؟
* الشيخ: لا، ما يشدد، لكن يضم الخاء، خُف.
* طالب: (نِم)، نون كسر.
* الشيخ: (نِم)؟!
* طالب: لماذا يا شيخ؟
* الشيخ: لا، (نِمّ)، بتشديد الميم، من النميمة، مشددة الميم، (نَمَّ يَنِمُّ نِمّ).
قوله تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ﴾ هذه التلاوة لفظية ولَّا لفظية ومعنوية؟
* طالب: كلها.
* الشيخ: كلها، تلاوة لفظية مثل أيش؟
* طالب: مثل: قراءة القرآن.
* الشيخ: قراءة القرآن، والمعنوية؟
* طالب: التطبيق.
* الشيخ: إي نعم، التطبيق يعني: الاتباع.
قوله تعالى: ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ هذا العطف، من عطف؟
* طالب: الخاص على العام.
* الشيخ: الخاص على العام؛ لأن من جملة ما أوحي إليه إقامة الصلاة.
قوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ المراد بالنهي هنا؟ حقيقته؟
* طالب: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ إي نعم.
* الشيخ: ﴿تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ﴾ هي أو المراد بالنهي حقيقته؟
* طالب: لا، ليس على حقيقته.
* الشيخ: ولّا المنع، تمنع عن الفحشاء.
* طالب: وإنما هي تمنع عن الفحشاء.
* الشيخ: المراد المنع؟
* طالب: لأنه يعني قد..
* الشيخ: لا، ما سألنا عن التعريف، أولًا خلينا نشوف الحُكْم، هل المراد بالنهي هنا المنع ولّا حقيقة النهي؟
* طالب: حقيقة النهي.
* الشيخ: يعني الواحد إذا صلى يسمع الصلاة تقول له: لا تزنِ، لا تسرق.
* طالب: بل المنع.
* الشيخ: المراد المنع؟
* طالب: إي نعم، أن الصلاة تمنع عن الفحشاء والمنكر.
* الشيخ: حالَ تَلَبُّسِه بها، أو حتى بعد فراغه منها؟
* طالب: حتى بعد الفراغ منها.
* الشيخ: حتى بعد الفراغ.
ما الحكمة في التعبير بالنهي دون المنع؟
* طالب: حتى تشمل حتى ولو كان الإنسان خارج الصلاة، ما بعد الصلاة، تشمل ذلك.
* الشيخ: ذكرنا معنى غير هذا، هل منكم يستحضر؟
* طالب: النهي أشدُّ.
* الشيخ: النهي أشد من المنع.
* طالب: إي نعم، النهي أشد من المنع.
* الشيخ: لأنها توجد في القلب كراهة لهذا الشيء ونفورًا منه، ومجرد المنع لا يقتضى ذلك، عرفتم ولّا لا؟ يعني: قد أمنع إنسانًا عن معصية، لكنه يبقى قلبه معلقًا بها غير كاره لها، لكن في النهي يوجب النفور، فالصلاة تُوجب المنع من المعاصي أو الفحشاء والمنكر، وتُوجب أيضًا كراهتَها والنفورَ منها، كأن داعيًا في قلبك ينهاك عن هذا الشيء.
سؤال: هل هذه الآية مطابقة للواقع ولّا لا؟
* طالب: مطابقة.
* الشيخ: مطابقة للواقع؟
* طالب: في الغالب؛ لأنه..
* الشيخ: غالبًا.
* طالب: لأن الصلاة تقتضي (...) الصلاة (...).
* الشيخ: إي، لكن الآن كلمة غالبًا تقتضي واحد وخمسين في المئة، ثم يَرِد علينا إشكال؛ أن الآية عامة ما هي أغلبية، والسؤال الآن هل هو مطابق للواقع ولّا لا؟
* طالب: تقصد بالنسبة (...).
* الشيخ: أنا أقصد مطابقة الواقع؛ يعني واقع الناس الآن، هل صلاتهم تنهاهم عن الفحشاء والمنكر؟
* طالب: جزء من الصلاة، يخشعوا (...).
* الشيخ: إي؟
* طالب: الإنسان اللي يصلي الصلاة يعني بأركانها..
* الشيخ: معروف هذا، نحن نؤمن بذلك: بأنه إذا صلى الإنسان صلاة تامة على الوجه المطلوب أنها تنهاه، يجب علينا أن نؤمن بذلك لأنه خبر الله.
السؤال الآن: هل هو مطابق للواقع ولّا لا؟
* طالب: لا، ما هو مطابق.
* الشيخ: ليس مطابقًا في أكثر الناس، إذن صلاتنا فيها خلل ولّا لا؟
* طالب: إي نعم.
* الشيخ: صلاتنا فيها خلل، إذا كان قلبك لا يتغير عند خروجك من الصلاة، فاعلم أن الصلاة ناقصة؛ لأن هذا خَبَرُ من يعلم السرَّ وأخفى وهو الله عز وجل، وصدق، أصدق القول، واضح؟
ولهذا جاء عن بعض السلف: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُه عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بُعْدًا»[[أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (١٧٠٥) ومن طريقه الطبراني في معجمه الكبير (٨٥٤٣) عن ابن مسعود من قوله، ورواه أيضًا في معجمه الكبير (١١٠٢٥) من حديث ابن عباس مرفوعًا إلى النبي ﷺ.]] والعياذ بالله.
ما الحكمة من أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر؟
* طالب: لأنها صلة بالله، والإنسان إذا اتصل بالله عظَّم نهيه وعظَّم أمره.
* الشيخ: أحسنت، يَعْظُم شأنُ الله في نفسه عندما يكون متصلًا بالله عز وجل، ثم هو أيضًا عندما يريد أن يفعل الفحشاء والمنكر، يتذكر الساعة التي كان فيها متصلًا بالله عز وجل، فينهاه، وأنا قلت لكم حين التفسير: إن بعض الناس قد يصلي مرة من المرات صلاة حسب الحال تامة، فيجد طعم هذه الصلاة في قلبه إلى ما شاء الله، إلى مدة طويلة، وهو يتذكر لذاذة هذه المناجاة، وحسنها، وتنهاه عن الفحشاء والمنكر.
قوله تعالى: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾.
أولًا: إعراب هذه الجملة؟ لست من أهل الإعراب؟
* طالب: (...)؟
* الشيخ: إعرابها.
* طالب: ها.
* الشيخ: اللام وكلها.
* طالب: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ﴾ مرفوع.
* الشيخ: اللام قبل.
* طالب: لام (ذكر)؟
* الشيخ: نعم.
* طالب: (ذكر): مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(ذكر) مضاف، واسم (الله): مضاف إليه مجرور، (أكبر): خبر المبتدأ.
* الشيخ: خبر المبتدأ، أحسنت.
الإضافة هنا من إضافة المصدر إلى فاعله أو إلى مفعوله؟
* طالب: إلى مفعوله.
* الشيخ: إلى مفعوله.
* طالب: لا، إضافة إلى فاعله.
* الشيخ: إلى فاعله؟! اجزم.
* طالب: إلى فاعله.
* الشيخ: ما الفرق بين التقديرين؟
* طالب: الفرق: أن هذا اسم الله على القرآن، وذكر الله..
* الشيخ: هذا على أي التقديرين؟
* طالب: على أن المضاف إلى فاعله.
* الشيخ: نعم.
* طالب: أما إذا كان مفعوله فهو ذكر الله للناس، أي: ما يذكرون به الله على التقدير الثاني.
* الشيخ: زين، يعني: أنت تقول: يصلح لهذا ولهذا؟
* طالب: لا، هو على تقدير..
* الشيخ: إضافته إلى الفاعل.
* طالب: إلى فاعله.
* الشيخ: ما تقولون أنتم؟ ما تقولون في الأمرين في الإضافة إلى الفاعل والمفعول، وفي التقدير اللي قاله؟
* طالب: هو هنا قال: هي إضافة إلى المفعول.
* الشيخ: إضافة للمفعول؟
* طالب: لأنه ذكر الصلاة..
* الشيخ: ويش المعنى على تقدير إضافته للمفعول؟
* طالب: المانع.
* الشيخ: ويش المعنى على هذا التقدير؟
* طالب: المعنى: أن من يذكر الله عز وجل، هذا يكون من أعظم الأشياء، أو ينهاه عن كثير من الأشياء..
* الشيخ: يعني ذكرَك اللهَ أكبر وأعظم من النهي عن الفحشاء والمنكر.
* طالب: نعم.
* الشيخ: كذا؟
* طالب: النهي عن الفحشاء والمنكر؟!
* الشيخ: إي؛ لأنه قال: ﴿إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر﴾.
* طالب: (...) القرآن، (...) يعني.
* الشيخ: مضاف إلى المفعول، والمعنى إذن: ولذكرك الله أكبرُ من النهي عن الفحشاء والمنكر، يعني ما في الصلاة من ذكر الله أعظم من الفحشاء والمنكر، أو على سبيل العموم كما اختاره المؤلف.
على تقدير أنها مضاف للفاعل، ويش المعنى؟
* طالب: (...) فقط مضاف إلى المفعول.
* الشيخ: المفعول فقط؟
* طالب: إي.
* الشيخ: نعم.
* طالب: ذكر الله جل وعلا للإنسان في الملأ الأعلى.
* الشيخ: إي، أعظم..
* طالب: أعظم من فعله حتى إذا (...).
* الشيخ: إي، أعظم من فعله.
لأن الشأن أن يذكرك الله لا أن تذكر الله، كما في قوله: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾ [آل عمران ٣١] ما قال: فاتبعوني تحبوا الله، قال: ﴿يُحْبِبْكُمُ﴾؛ إذ إن الشأن في محبة الله للإنسان؛ فعلى هذا يكون المعنى ولذكر الله لكم حين تصلون؛ لأن المصلي ذاكر لله بلا شك أو لا؟ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [الجمعة ٩]، والمراد بالذكر هنا: الخطبة والصلاة.
فعلى هذا يكون المعنى ولذكر الله إياكم في الصلاة أعظم مما يحصل لكم أنتم بالصلاة من النهي عن الفحشاء والمنكر، ألا يمكن أن نقول: إنها صالحة لهذا وهذا؟ فلتكن لهذا ولهذا؟
ما بينهم تضاد، نحن قلنا في القاعدة في التفسير: إذا كانت الآية محتملة لمعنيين لا يناقض أحدهما الآخر حُمِلَت على المعنيين، فإن كان أحدهما يناقض الآخر، ماذا نصنع؟
يؤخذ بالراجح؛ لأنه ما يمكن تحتمل الآية معنيين متناقضين، ولكن يؤخذ بالراجح.
* طالب: من باب الجزاء.
* الشيخ: إي، هو من باب الجزاء، كما ثبت في الحديث القدسي: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُ»[[متفق عليه؛ البخاري (٧٤٠٥)، ومسلم (٢٦٧٥ / ٢١) من حديث أبي هريرة.]].
* طالب: كل واو مستأنفة؟
* الشيخ: إي نعم، هي قد تكون مستأنفة على الاحتمالين.
قوله: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾، ﴿أَكْبَرُ﴾، أين المفضل عليه؟
* طالب: النهي عن الفحشاء.
* الشيخ: إي نعم، النهي عن الفحشاء والمنكر، وإن شئنا قلنا: حُذِفَ المفضَّلُ عليه للعموم.
* طالب: شيخ، قد يقول قائل: يعني: المتكلم يقصد معنى واحدًا.
* الشيخ: نعم، هو المتكلم يقصد معنى واحدًا، ولكن ما دام كلامه محتملًا للوجهين بدون تناقض، ما الذي يعلمنا أنه لم يرد إلا واحدًا؟ فهذا كلام الله عز وجل، وكلام الله سبحانه وتعالى واسع المعنى، فما دام اللفظ صالحًا للوجهين بدون تناقض بينهما فهو ما يمكن أن نقول: إنه لم يُرِد إلا هذا.
قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ هذه الآية جملة خبرية، الجملة الخبرية تفيد علم الله بما نصنع، فما الغرض منها؟ هل الغرض منها الترغيب أو الترهيب؟
* طالب: الترهيب.
* الشيخ: الترغيب؟
* طالب: الترهيب.
* الشيخ: الترهيب؟ يعني يعلم ما نصنع ويجازينا عليه؟ ما الذي أدراك أنه للترهيب فقط.
* طالب: (...).
* الشيخ: أنت تقول: للترهيب، ما الذي أدراك؟
* طالب: (...) الآية.
* الشيخ: ويش الآية.
* طالب: (...).
* طالب آخر: للترغيب والترهيب.
* الشيخ: للترغيب والترهيب، هذا رأيان، أيهما أصح؟
* طالب: الصحيح أنها للترهيب.
* الشيخ: للترهيب؟
* طالب: إي نعم.
* الشيخ: ويش الدليل؟
* طالب: لأنها دالة على المراقبة، فإذا عرف أن الله يراقبه..
* الشيخ: خاف منه.
* طالب: صار عنده شيء من الخوف.
* الشيخ: وإذا عرف أن الله يعلم ما يصنع، ولا يضيع عليه، ما يرغب في الطاعة؟
* طالب: هذا ضعيف في هذه الآية.
* طالب آخر: للترغيب والترهيب، يعني ﴿يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.
* الشيخ: هي للترغيب وللترهيب، وهي للترغيب هنا قد تكون أقرب؛ لأن ما قبلها أمر وليس بنهي، لو كان نهيًا لكانت للترهيب أقرب؛ لا تزن، فإن الله يعلم ما تصنع، هذا ترهيب، اعمل صالحًا؛ فإن الله يعلم ما تصنع، ويش الواضح؟ الترغيب، لكن مع ذلك نقول: هي لهما جميعًا؛ لأنها تشمل ترغيب فعل الأمر، والترهيب من مخالفته وعصيانه.
الحقيقة أننا طولنا في هذه المناقشة كأنها درس كامل، لكن ما في بأس، لأننا نود أن الإنسان ينفتح له ما ينفتح من معرفة القرآن وأسراره بقدر المستطاع.
* طالب: الدليل على أن الخطاب يعم الرسول وغيره.
* الشيخ: أيهم؟
* طالب: أسألك عن الدليل، أن الخطاب يعم الرسول وسائر الأمة؟
* الشيخ: إي نعم.
* طالب: ما الدليل؟
* الشيخ: أن الخطاب الموجه للرسول له وللأمة، الدليل: من يعرف؟
* طالب: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ﴾ [آل عمران ٣١].
* الشيخ: إي.
* طالب: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب ٢١].
* الشيخ: لا، هذا -الحقيقة- دليل على وجوب التأسي به، لكن الدليل على أن الخطاب الموجه له ما لم يدل دليل على أنه له وللأمة قوله تعالى: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأحزاب ٥٠] يدلنا على أنه لولا قوله: ﴿خَالِصَةً﴾ لكان الحكم له ولغيره، فدل هذا على أن الحكم عند الإطلاق الموجه للرسول ﷺ له وللأمة.
ويدلك على هذا أيضًا آية أخرى وهي قوله تعالى: لما ذَكَر أن الله أحل له امرأة زيد بن حارثة ويش قال؟
قال: ﴿لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ﴾ [الأحزاب ٣٧].
﴿وَإِذْ﴾ اقرأ الآية: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا﴾ [الأحزاب ٣٧]، الحكم الآن لمن؟
* الطلبة: للرسول ﷺ.
* الشيخ: للرسول ﷺ، ومع ذلك علل بعلة عامة فقال: ﴿لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾، ما قال: عليك، ﴿عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا﴾، فهذا دليل على أن الخطاب الموجه له يكون له وللأمة، واضح؟
* طالب: شيخ، ونستفيد أيضًا في الآية الأولى دلالة على المقصود أيضًا؟
* الشيخ: أيُّها؟
* طالب: لأنه صَدَّر بقوله: ﴿إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ﴾ [الأحزاب ٥٠]؟
* الشيخ: أقول فيها دليل، وهذا أيضًا تؤيده.
* طالب: نقول مثلًا: جعل الخطاب المفرد للرسول، ثم قال حُكْمَ المرأة ﴿خَالِصَةً لَكَ﴾ [الأحزاب ٥٠]..
* الشيخ: دليل على أن الخطاب الموجه له، له وللأمة.
أنا يهمني من طالب العلم ليس أن يحفظ المسائل؛ حفظ المسائل بسيط، أعتقد أن المسجل أقوى منا حفظًا للمسائل، ولّا لا؟
(...) ما فيش شيء، لو تُعْطِي المسجل ألف مسألة وتجيئه عقب عشرين سنة، يعطيك إياه ولّا لا؟
يعطيك إياه، لكن المهم من طالب العلم أن يفهم، ففي الفهم فهم الدلالة، الدلالة من القرآن ومن السنة أيضًا، هذه يفتح الله بها على الإنسان عِلمًا كثيرًا، يمكن ما يدركه أحد؛« ولهذا قال علي بن أبي طالب لما سئل: هل عهد إليكم النبي ﷺ بشيء؟ قال: لا، إلا ما في هذه الصحيفة، أو فَهْمًا يُؤْتِيه الله تعالى أحدًا في القرآن»[[أخرجه البخاري (١١١) من حديث علي بن أبي طالب.]]. شوف أو فهمًا، ولا شك أن عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الفَهْمِ في القرآن شيئًا كثيرًا.
فالمهم أنا أحب من طالب العلم أن يكون حريصًا على الفهم؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: «رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»[[أخرجه البخاري (١٧٤١) من حديث أبي بكرة.]]، فالحفظ بمنزلة الصَّيْدَلة، الصيدلي عنده الأدوية كلها، لكن الفهم والتفريع والاستنباط هذا بمنزلة الطبيب، يستطيع يوجه الأدوية وينتفع بها، الصيدلي يحفظها لك، لكن الطبيب هو الذي ينتفع وينفع، فأنا أهم شيء عندي من طالب العلم في تفسير القرآن، وكذلك في السنة، هو الفهم والاستنباط والتفريع، وأظن مر علينا أن دلالة اللفظ على معناه تكون على ثلاثة أوجه، أو لا؟ مطابقة وتضمن والتزام.
المطابقة والتضمن أمرهما بسيط، أدنى طالب علم يمكن يعرفهم.
لكن التزام هذا هو المهم، وهو الذي يتفرع عليه مسائل ما يحصيها إلا الله.
دلالة الالتزام إذا وُفِّقَ الإنسان لها ينال خيرًا كثيرًا في هذه المسألة.
[[اختُصِرَ كلام المؤلف لشدة طوله]]
{"ayahs_start":45,"ayahs":["ٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ","۞ وَلَا تُجَـٰدِلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ إِلَّا ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنۡهُمۡۖ وَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَأُنزِلَ إِلَیۡكُمۡ وَإِلَـٰهُنَا وَإِلَـٰهُكُمۡ وَ ٰحِدࣱ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ","وَكَذَ ٰلِكَ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَۚ فَٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ یُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ مَن یُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلۡكَـٰفِرُونَ","وَمَا كُنتَ تَتۡلُوا۟ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَـٰبࣲ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِیَمِینِكَۖ إِذࣰا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ","بَلۡ هُوَ ءَایَـٰتُۢ بَیِّنَـٰتࣱ فِی صُدُورِ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ","وَقَالُوا۟ لَوۡلَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡهِ ءَایَـٰتࣱ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡـَٔایَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرࣱ مُّبِینٌ","أَوَلَمۡ یَكۡفِهِمۡ أَنَّاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ یُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَرَحۡمَةࣰ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ","قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡ شَهِیدࣰاۖ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَكَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ","وَیَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَوۡلَاۤ أَجَلࣱ مُّسَمࣰّى لَّجَاۤءَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ وَلَیَأۡتِیَنَّهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ","یَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ","یَوۡمَ یَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَیَقُولُ ذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ","یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ أَرۡضِی وَ ٰسِعَةࣱ فَإِیَّـٰیَ فَٱعۡبُدُونِ","كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ","وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفࣰا تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ"],"ayah":"وَكَذَ ٰلِكَ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَۚ فَٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ یُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ مَن یُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلۡكَـٰفِرُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق