قوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ قال جماعة المفسرين وأهل المعاني [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 242، "معاني القرآن" للفراء 3/ 83، "تفسير غريب القرآن" 421، "جامع البيان" 26/ 119، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 232، "فتح الباري" 8/ 599.]]: لعن الكذابون. قال ابن الأنباري: هذا تعليم لنا الدعاء عليهم، معناه: قولوا إذا دعيتم عليهم: قتل الخراصوان. قال: والقتل إذا أخبر عن الله به كان بمعنى اللعنة، إن من لعنه الله فهو بمنزلة المقتول الهالك [[انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 33، "فتح القدير" 5/ 84.]].
وأما الخراصون فقال أبو إسحاق: هم الكذابون [[انظر: "معاني القرآن" 5/ 52.]]، يقال: قد تَخَرَّص علىّ فلان بالباطل. قال: ويجوز أن ﴿الَّذِينَ هُمْ في غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾ يكون الخراصون الذين يتظنون الشيء لا يُحقُّونه فيعملون بما لا يدرون صحته [[من قوله: (يقال: قد تخرص) من كلام الزجاج، انظر "معاني القرآن" 5/ 52.]]. الأزهري: وأصل الخْرَصِ التَّظَنِّي فيما لا يستيقنه، ومنه قيل: خرصت النخل والكرم، إذا حزرته، لأن الحزر فيه الظن لا الإحاطة، ثم قيل للكذب خرص لما يدخله من الظنون الكاذبة [[انظر: "تهذيب اللغة" 7/ 13 (خرص).]]. واختلفوا في الخراصين هاهنا مَنْ هم؟ فقال [[قوله (فقال) يدل على إسقاط صاحب القول، ونحوه عن ابن عباس، وابن زيد وغيرهما. انظر: "تنوير المقباس" 5/ 268، "جامع البيان" 26/ 119.]]: هم رؤساء قريش الذين رموه بما رموه به من السحر، وهو اختيار الفراء. قال: هم الذين قالوا: محمد شاعر، كذاب، مجنون، ساحر، وأشباه ذلك، خرصوا ما لا علم لهم به [[انظر: "معاني القرآن" 3/ 83.]]. وقال ابن عباس: هم المقتسمون [[انظر: "معالم التنزيل" 4/ 229، "الجامع لأحكام القرآن" 17/ 34، ومراده من المقتسمين. أي اقسموا القول في النبي -ﷺ- فمنهم من رماه بالسحر، ومنهم من رماه بالشعر، ومنهم من رماه بالكهانة.]]. وهو قول مقاتل. قال: وتخرصهم أنهم قالوا للناس: إن محمدًا شاعر، وساحر، ومجنون [[انظر "تفسير مقاتل" 126 أ.]].
وقال مجاهد: هم الكهنة. وهو اختيار أبي عبيدة [[انظر: "مجاز القرآن" 2/ 225، "معالم التنزيل" 4/ 229، "جامع البيان" 26/ 119، عن ابن عباس.]].
{"ayah":"قُتِلَ ٱلۡخَرَّ ٰصُونَ"}