قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ﴾ أي: ذلك الإتعاس والإضلال ﴿بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ وقال الفراء والزجاج: كرهوا القرآن ونبوة المصطفى -ﷺ- وسخطوا ما أنزل الله عليه [[انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 59، "معاني القرآن" للزجاج 5/ 8.]]، وهذا معنى قول المفسرين [[انظر: "جامع البيان" للطبري 13/ 46، "تفسير السمرقندي" 3/ 242.]].
وقال سفيان وعمرو بن ميمون: كرهوا الفرائض [[أورد ذلك السيوطي في "الدر المنثور" عن عمرو بن ميمون وعزاه لابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر. انظر: "الدر المنثور" 7/ 462، ولم أقف على نسبته لسفيان.]] التي أنزل الله من الصلاة والزكاة.
﴿فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ قال ابن عباس ومقاتل: يعني: ما عملوا من شيء يريدون به الله؛ لأنها لم تكن في إيمان، ولا يقبل الله إلا من المتقين [[انظر: "تفسير مقاتل" 4/ 45، و"القرطبي" 16/ 233 فقد ذكر معنى هذا القول ولم ينسبه.]].
ثم خوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية فقال:
{"ayah":"ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَرِهُوا۟ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَـٰلَهُمۡ"}