الباحث القرآني

قوله: ﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ﴾. قال الليث: الصهر: إذابة الشحم، والصهارة ما ذاب منه، ويقال صهرته فاصطهر، ويقال للحرباء [[في (أ): (للحوباء)، وهو خطأ. والحِرْباء: دويبة ذات قوائم أربع، دقيقة الرأس، مخططة الظهر، تستقبل الشمس بنهارها. قال الأزهري في "تهذيب اللغة" 5/ 24 (حرب).]] إذا تلألأ ظهرها [[في "تهذيب اللغة": ظهره. ولعله أصوب لأن الحرباء ذكر أم حبين، انظر الأزهري.]] من شدة الحر قد صَهَرَهُ الحر واصطهر الحرباء [["تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 109 (صهر) نقلا عن الليث. == وهو في "العين" 3/ 412 مادة (صهر). مع اختلاف يسير جدًا وفيه إذا تلألأ ظهره.]]. وقال ابن السكيت: يقال صهرته الشمس إذا اشتد وقعها عليه [["تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 109 مادة (صهر) عن ابن السكيت.]]. وأنشد أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 2/ 48.]] وغيره [[الطبري 17/ 134. والثعلبي في "الكشف والبيان" 3/ 49 ب.]] لابن أحمر [[في (ظ)، (د)، (ع): (ابن الأحمر).]]: تروى [[في جميع النسخ: (تردي)، والتصويب من مجاز القرآن والطبري وغيرهما.]] لقى ألقي في صفصف ... تصهره الشمس فما ينصهر [[البيت أنشده أبو عبيدة لابن أحمر في "مجاز القرآن" 2/ 48. وهو في ديوان ابن أحمر ص 68، "الأضداد" لابن الأنباري ص 165، و"مقاييس اللغة" لابن فارس 5/ 261 (لقى) وعنده: (تؤوي) في موضع (تروي)، و"الصحاح" للجوهري 2/ 717 (صهر)، 6/ 2364 (روى)، و"لسان العرب" 4/ 472 (صهر)، ومن غير نسبة في الطبري 17/ 134. وهو من أبيات له يصف فيها فرخ قطاة. وقوله (تروى) تسقي، قال أبو عبيدة: تفسير له راوية .. كما رواية القوم عليهم. أهـ (لقى) قال ابن الأنباري: اللقى: الشيء الملقى لا يلتفت إليه، فشبه الفرخ به. أهـ و (صفصف) الصفصف: المستوى من الأرض. قاله الفيروزآبادي 3/ 163. (تصهره الشمس فما ينصهر) قال الجوهري: أي تذيبه الشمس فيصبر على ذلك.]] وقال أبو زيد في قوله: ﴿يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ﴾ هو الإحراق، صَهَرتُه بالنار [[في (ظ): (النار).]] أصهره أنضجه [[في (أ): (نضجته)، وفي "تهذيب اللغة": أنضجته.]] [[قول أبي زيد في "تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 109 (صهر).]]. ونحو هذا قال الكسائي في تفسير الصهر: أنه الإحراق والإنضاج [[لم أقف عليه.]]. قال قتادة: يُذاب [[في (أ): (بدأت)، وهو خطأ.]] بذلك الحميم ما في بطونهم [[رواه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/ 34، والطبري 17/ 135.]]. وهذا عبارة الفراء [["معاني القرآن" للفراء 2/ 225.]]، وهو معنى الحديث الذي ذكرنا. وهو قول جاهد [[رواه الطبري 17/ 134، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 22 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.]]. ولفظ ابن عباس في رواية نافع بن الأزرق [[روى ابن الأنباري والطستي في "مسائله" كما في "الدر المنثور" 6/ 22 عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله (يصهر) قال: يذاب.]]. وقال ابن عباس في رواية عطاء: ينضج. وذكر [[في (أ): (وذكرنا)، وهو خطأ.]] الأزهري عن أهل التفسير: يُغلي به ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم [["تهذيب اللغة" للأزهري 6/ 109.]]. وهذا هو اختيار الزجاج [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 3/ 419.]]. وهو من قولهم صهرته الشمس، إذا اشتد وقعها عليه. فمعنى ﴿يُصْهَرُ﴾: يُنضج، وُيحرَّق، وُيذَاب، وُيغْلى. كل هذا صحيح مروي. والمعنى: أن أمعاءهم وشحومهم تذاب وتحرق بهذا الحميم، وتنشوي جلودهم فتتساقط من حره [[انظر: "الكشف والبيان" للثعلبي 3/ 49 ب.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب