الباحث القرآني

﴿وَالَّذِينَ صَبَرُوا﴾ قال في رواية عطاء [["تنوير المقباس" ص 157، القرطبي 9/ 310، الثعلبي 7/ 132 ب.]]: يريد على دين ربهم وما أمر به من طاعته ونهى عن معصيته، وهو قول ابن زيد [[الطبري 13/ 140، الثعلبي 7/ 132 ب.]] وأبي عمران الجوني [[الثعلبي 7/ 132 ب، القرطبي 9/ 310.]]. ﴿ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ﴾ أي: طلب تعظيم الله. وقوله تعالى: ﴿وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ قال ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 324، القرطبي 9/ 311، الثعلبي 7/ 133 أ.]]: يدفعون بالعمل الصالح الشرَّ من العمل، قال ابن كيسان [[الثعلبي 7/ 132 ب، و"زاد المسير" 4/ 325.]]: هو أنهم إذا أذنبوا تابوا، ليدفعوا بالتوبة مَعَرّة الذنب، روي أن النبي ﷺ قال لمعاذ بن جبل "إذا عملت سيئة فأعمل بجنبها حسنة تمحها" [[أخرجه أحمد في "المسند" 5/ 169، إلا أنه قال: "فأتبعها" وفي 5/ 177، وقال: "فأعمل حسنة" من حديث أبي ذر، ونحوه في الترمذي (1987) كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في معاشرة الناس، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي. وأخرجه سعيد بن منصور 3/ 64، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/ 217، 218.]] فعلى هذا الحسنة والسيئة بينه وبين الله. وقال ابن زيد [[الثعلبي 7/ 132 ب، الطبري 13/ 141، القرطبي 9/ 311.]]: لا يكافئون الشر بالشر، بل يحلمون عن السفيه، ويردون على من يسفه عليهم معروفًا من القول، وهذا قول قتادة [[الثعلبي 7/ 132 ب.]] واختيار ابن قتيبة [["مشكل القرآن وغريبه" ص 233، والثعلبي 7/ 132 ب، و"زاد المسير" 4/ 325.]]، وعلى هذا الحسنة والسيئة بينه وبين الناس. وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ﴾ قال ابن عباس [["زاد المسير" 4/ 325، و"تفسير كتاب الله العزيز" 2/ 305.]]: يريد عقباه الجنة، والعقبى [["اللسان" (عقب) 5/ 3022، و"تهذيب اللغة" (عقب) 3/ 2507.]] كالعاقبة، يجوز أن يكون مصدرًا، كالشورى والقربى واللقيا، توضع موضع المصدر، وقد يجيء مثل هذا أيضًا على (فَعْلى) كالنجوى والدعوى والطغوى، وعلى (فِعْلى) كالذكرى والضيزى، ويجوز أن يكون اسمًا، وهو هاهنا مصدر مضاف إلى الفاعل، والمعنى: أولئك لهم أن تعقب أعمالهم الحسنة الجنة، أي تصير الجنة آخر أمرهم، والمراد بالدار الجنة، يعرف ذلك بإطلاقها، حيث ذكرت عقيب الأعمال الصالحة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب