الباحث القرآني
﴿عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤﴾ - تفسير
٧٣٢٨٩- عن أنس بن مالك، في قوله تعالى: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾، أنّ النبي ﷺ قال: «رُفِعَتْ لي سِدرة منتهاها في السماء السابعة، نَبْقها مثل قِلال هَجَر، وورقها مثل آذان الفِيَلة، يخرج مِن ساقها نهران ظاهران، ونهران باطنان، قال: قلتُ: يا جبريل، ما هذان؟ قال: أمّا الباطنان ففي الجنة، وأما النهران الظاهران فالنيل والفُرات»[[أخرجه أحمد ٢٠/١٠٧ (١٢٦٧٣)، والحاكم ١/١٥٤ (٢٧١، ٢٧٢) واللفظ له، وآدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٦٢٦-٦٢٧-، وعبد الرزاق ٣/٢٥٠ (٣٠٣١). وأصله في البخاري ٧/١٠٩ (٥٦١٠)، ومسلم ١/١٤٩ (١٦٤) مطولًا، كلاهما دون ذكر الآية. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال الألباني في الصحيحة ١/٢٢٨ (١١٢): «وهذا سند صحيح، على شرط الشيخين».]]. (ز)
٧٣٢٩٠- عن أسماء بنت أبي بكر: سمعتُ النبيَّ ﷺ يَصِفُ سِدْرَة المنتهى، قال: «يسير الراكب في الفَنَن منها مائةَ سنة، يستظلّ بالفَنَن منها مائةُ راكب، فيها فَراش مِن ذهب، كأنّ ثمرها القِلال»[[أخرجه الترمذي ٤/٥٠٧ (٢٧١٦)، والحاكم ٢/٥١٠ (٣٧٤٨)، وابن جرير ٢٢/٣٨-٣٩، والثعلبي ٩/١٤٣، من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي في التلخيص.]]. (١٤/٢٧)
٧٣٢٩١- عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة -أو غيره؛ شكّ أبو جعفر الرازي-، قال: لَمّا أُسري بالنبي ﷺ انتهى إلى السِّدرة، فقيل له: هذه السِّدرة، ينتهي إليها كلُّ أحد خلا مِن أُمّتك على سُنتك[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٥. وسيأتي بتمامه مع تخريجه عند تفسير قوله تعالى: ﴿إذْ يَغْشى السِّدْرَةَ ما يَغْشى﴾.]]. (ز)
٧٣٢٩٢- عن مالك بن صعصعة، قال: قال نبي الله ﷺ: «لما انتهيتُ إلى السماء السابعة أتيتُ على إبراهيم، فقلتُ: يا جبريل، مَن هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم. فسلّمتُ عليه، فقال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح. قال: ثم رُفِعَت لي سِدرةُ المنتهى». فحدّث نبيُّ الله: أنّ نبْقها مثل قِلال هَجَر، وأنّ ورقها مثل آذان الفِيَلة[[أخرجه أحمد ٢٩/٣٧٣-٣٧٤ (١٧٨٣٤)، وابن حبان ١/٢٣٦-٢٣٩ (٤٨) مطولًا، ويحيى بن سلام ١/١٠١، وابن جرير ٢٢/٣٦ واللفظ له، من طريق قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة به. وسنده صحيح، وقد صححه ابن حبان.]]. (ز)
٧٣٢٩٣- عن عبد الله بن مسعود -من طريق مُرة- قال: لَمّا أُسري برسول الله ﷺ انتُهي به إلى سِدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج من الأرواح، فيُقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها، فيُقبض منها[[أخرجه أحمد ٦/١٨١ (٣٦٦٥)، ومسلم (١٧٣)، والترمذي (٣٢٧٦)، وابن جرير ٢٢/٣٤، ٤١، والبيهقي ٢/٣٧٢-٣٧٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١٤/٢٥)
٧٣٢٩٤- عن عبد الله بن مسعود -من طريق الهُذيل بن شرحبيل- في قوله: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾، قال: صُبْر الجنة -يعني: وسطها-، جُعِل عليها فُضول السُّندس والإستبرق[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٩٧، وابن جرير ٢٢/٣٨، والطبراني (٩٠٥٦). وعزاه السيوطي إلى الفريابي.]]. (١٤/٢٦)
٧٣٢٩٥- عن عبد الله بن عباس، أنّه سُئل عن سِدرة المنتهى. قال: إليها ينتهي عِلْمُ كلِّ عالم، وما وراءها لا يعلمه إلا الله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/٢٥)
٧٣٢٩٦- عن ابن عباس -من طريق خالد بن عرعرة- أنّه سأل كعب الأحبار عن قوله: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾. فقال: هي سدرةٌ نابتة في السماء السابعة، ثم عَلَتْ، فانتهى عِلْمُ الخلائق إلى ما دونها. و﴿عِنْدَها جَنَّةُ المَأْوى﴾، قال: جنة الشهداء[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٣٠٣)
٧٣٢٩٧- عن ابن عباس -من طريق عكرمة- قال: سألتُ كعبًا: ما سِدرة المنتهى؟ قال: سِدرة ينتهي إليها علم الملائكة، وعندها يجدون أمرَ الله، لا يجاوزها عِلم. وسألتُه عن جنة المأوى، فقال: جنة فيها طير خُضر، ترتقي فيها أرواح الشهداء[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/١٥٠.]]. (١٤/٢٦)
٧٣٢٩٨- عن شِمْر، قال: جاء ابنُ عباس إلى كعب، فقال: حدِّثني عن سِدرة المنتهى. قال: إنها سِدرة في أصل العرش، إليها ينتهي عِلم كل عالم؛ ملَك مقرّب أو نبي مُرسل، ما خلفها غيبٌ، لا يعلمه إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٣.]]. (١٤/٢٥)
٧٣٢٩٩- قال ابن عباس: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ سألتُ كعبًا عن سِدرة المنتهى. فقال: يُنتهى إليها بأرواح المؤمنين إذا ماتوا، لا يُجاوزها روحُ مؤمن؛ فإذا قُبِض المؤمن تبعه مُقَرَّبو أهلِ السماوات، حتى يُنتهى به إلى السّدرة، فيُوضع، ثم تصفُّ الملائكةُ المقرّبون، فيُصلّون عليه كما تُصلّون على موتاكم أنتم هاهنا، فذلك قوله: ﴿سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٠٦-.]]. (ز)
٧٣٣٠٠- عن كعب الأحبار -من طريق عمرو بن مُرة- قال: سِدرة المنتهى ينتهي إليها أمرُ كل نبي ومَلك[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٣٠٩.]]. (١٤/٢٩)
٧٣٣٠١- عن كعب الأحبار -من طريق هلال بن يِساف- قال: إنّها سِدرة على رؤوس حملة العرش، إليها ينتهي عِلم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها عِلم، فلذلك سُمّيت: سِدرة المنتهى؛ لانتهاء العلم إليها[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٣ بنحوه.]]. (١٤/٢٦)
٧٣٣٠٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- في قوله: ﴿سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾، قال: أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا، فهو حيث ينتهي[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/١٠١.]]. (١٤/٢٦)
٧٣٣٠٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق يعلى- أنّه قيل له: لِمَ تُسمّى: سِدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها كلُّ شيء مِن أمرِ الله، لا يعدوها[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٤، وابن أبي شيبة ١٣/٤٢٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٢٥)
٧٣٣٠٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾، قال: إليها ينتهي كلُّ أحد خلا على سُنّة أحمد، فلذلك سُمّيت: المنتهى[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٤.]]. (ز)
٧٣٣٠٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾، قال: السّدرة: شجرة يسير الرّاكب في ظِلّها مائة عام لا يقطعها، وإنّ ورقة منها غَشَتِ الأُمّة كلها[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٩.]]. (ز)
٧٣٣٠٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ أغصانها اللؤلؤ والياقوت والزَّبَرْجد، وهي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة العليا ... وإنما سُمّيت: المنتهى؛ لأنها ينتهي إليها عِلْمُ كلِّ مَلك مخلوق، ولا يعلم ما وراءها أحدٌ إلا الله ﷿، كلّ ورقة منها تُظِلُّ أُمّةً مِن الأمم، على كلّ ورقة منها مَلَك يذكرُ الله ﷿، ولو أنّ ورقة منها وُضِعَت في الأرض لأضاءت لأهل الأرض نورًا، تحمل لهم الحُلل والثمار من جميع الألوان، ولو أنّ رجلًا ركب حِقَّةً فطاف على ساقها ما بلغ المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهَرَم، وهي طوبى التي ذكر الله تعالى في كتابه: ﴿طُوبى لَهُمْ وحُسْنُ مَآبٍ﴾ [الرعد:٢٩]، ينبع مِن ساق السّدرة عينان؛ أحدهما السلسبيل، والأخرى الكوثر، فينفجر من الكوثر أربعة أنهار، التي ذكر الله تعالى في سورة محمد ﷺ؛ الماء، واللبن، والعسل، والخمر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/١٦٠.]]٦٢٧٦. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.