الباحث القرآني
﴿فَأُمُّهُۥ هَاوِیَةࣱ ٩﴾ - تفسير
٨٤٦٢٩- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ أنه قال: «يؤتى بصاحب الأمانة، فيقال له: أدِّ أمانتك. فيقول: أي ربِّ وقد ذهبت الدنيا؟! ثلاثًا، فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية. فيُذهب به إليها، فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها، فيحملها، فيضعها على عاتقه، فيصعد بها إلى شفير جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت، فهوى في أثرها أبد الآبدين»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص٢٠٦-٢٠٧ (٢٥٠)، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص٦٩ (١٦٠)، وابن جرير ١٩/٢٠١-٢٠٢. قال عبد الله بن أحمد في مسائل الإمام أحمد ص٢٥٤: «قال أبي: هذا الحديث رواه الثوري، وأبو سنان الصغير، وهو الشيباني، إسناده إسناد جيد». وقال المنذري في الترغيب ٢/٣٥٨ (٢٧١٦): «رواه البيهقي موقوفًا، ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعًا، والموقوف أشبه». وقال ابن كثير في تفسيره عن إسناد ابن جرير ٦/٤٩٢: «إسناده جيد، ولم يخرجوه». وقد تقدم الأثر بتمامه في تفسير قوله تعالى: ﴿إنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلى السَّماواتِ والأَرْضِ والجِبالِ﴾ [الأحزاب:٧٢].]]. (ز)
٨٤٦٣٠- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا مات المؤمن تلقّتْه أرواح المؤمنين، فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلتْ فلانة؟ فإذا كان مات ولم يأتهم قالوا: خُولف به إلى أُمّه الهاوية، فبئست الأُمّ وبئست المُرَبِّية. حتى يقولون: ما فعل فلان، هل تزوّج؟ ما فعلتْ فلانة، هل تزوّجتْ؟ فيقولون: دَعُوه يستريح، فقد خَرج من كرب عظيم»[[أخرجه ابن مردويه -كما في البداية والنهاية لابن كثير ٢٠/١٦١-١٦٢-، من طريق إبراهيم بن زياد، حدثنا عباد بن عباد، حدثنا روح بن المسيب، أنه سمع ثابت البُناني يحدّث، عن أنس به. إسناده ضعيف؛ فيه روح بن المسيّب الكلبي، قال عنه ابن معين: «صويلح». وقال أبو حاتم الرازي: «هو صالح، ليس بالقوي». وقال ابن حبان: «يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحلّ الرواية عنه». وقال ابن عدي: «أحاديثه غير محفوظة». كما في لسان الميزان لابن حجر ٣/٤٨٦.]]. (١٥/٦١١)
٨٤٦٣١- عن أبي أيوب الأنصاري، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ نفس المؤمن إذا قُبضتْ تلقّاها أهلُ الرحمة مِن عباد الله كما يَلْقَون البشير مِن أهل الدنيا، فيقولون: أنظِروا صاحبكم يستريح؛ فإنه كان في كرب شديد. ثم يسألونه: ما فعل فلان؟ وفلانة هل تزوّجتْ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله فيقول: هيهات، قد مات ذاك قبلي. فيقولون: إنّا لله وإنا إليه راجعون، ذُهب به إلى أُمّه الهاوية، فبئست الأُمّ، وبئست المُرَبِّية»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٤/١٢٩، ١٣٠ (٣٨٨٧، ٣٨٨٨، ٣٨٨٩)، وفي الأوسط ١/٥٣-٥٤ (١٤٨)، وابن عدي في الكامل ٤/٣١١. قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٢/٦١٥-٦١٦ (١٠٣٩): «رواه سلام الطويل، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي رهم، عن أبي أيوب الأنصاري. ورواه محمد بن عيسى بن سميع، عن ثور، عن أبي رهم، عن أبي أيوب نحوه، ولم يرفعه. ولم يذكر في الإسناد خالد بن معدان. وهذا إنما يوصل سلام هذا، وهو متروك الحديث». وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/٤٢٨ (١٥٢٢): «هذا حديث لا يصحّ عن رسول الله ﷺ، وسلام هو الطويل؛ وقد أجمعوا على تضعيفه، وقال النسائي والدارقطني: متروك». وقال ابن رجب في كتاب أهوال القبور ص٢٥: «روى معاوية بن يحيى -وفيه ضعف- عن عبد الرحمن بن سلامة: أنّ أبا رهم السمعي حدّثه، أنّ أبا أيوب الأنصاري حدّثه، أنّ رسول الله ﷺ». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٨٨١: «بإسناد ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٣٢٧ (٣٩٣١): «وفيه مسلمة بن علي، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٢/٢٥٤ (٨٦٤): «ضعيف جدًّا».]]. (١٥/٦١١)
٨٤٦٣٢- عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا مات العبد تَلْقى روحه أرواح المؤمنين، فيقولون له: ما فعل فلان؟ فإذا قال: مات. قالوا: ذُهب به إلى أُمّه الهاوية، فبئست الأُمّ، وبئست المُرَبِّية»[[أخرجه آدم بن أبي إياس -كما في تفسير مجاهد ص٧٤٥-، ويحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/١٥٧- مطولًا، والحاكم ٢/٥٣٣ مرسلًا.]]. (١٥/٦١١)
٨٤٦٣٣- عن أبي أيوب الأنصاري، قال: إذا قُبضتْ نفس العبد تَلقّاها أهلُ الرحمة مِن عباد الله كما يَلْقَون البشير في الدنيا، فيُقبلون عليه ليسألوه، فيقول بعضهم لبعض: أنظِروا أخاكم حتى يستريح؛ فإنه كان في كرب. فيُقبلون عليه، فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلتْ فلانة، هل تزوّجتْ؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله قال لهم: إنه قد هلك. فيقولون: إنّا لله وإنا إليه راجعون، ذُهِب به إلى أُمّه الهاوية، فبئست الأُمّ، وبئست المُرَبِّية. فيَعرِض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسنًا فرحوا واستبشروا، وقالوا: هذه نعمتك على عبدك؛ فأتمّها. وإن رأو سوءًا قالوا: اللهم، راجع عبدك. قال ابن صاعد: ورواه سلام الطويل عن ثور فرفعه[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (٤٤٣).]]. (١٥/٦١٢)
٨٤٦٣٤- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾: كقوله: هوتْ أمه[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٦٠٩)
٨٤٦٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ-: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ وهو مثلها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٩٦.]]. (ز)
٨٤٦٣٦- عن سعيد بن جُبَير -من طريق عبد الله بن عبد الرحمن- أنه قيل له: هل يأتي الأموات أخبارُ الأحياء؟ قال: نعم، ما من أحد له حميم إلا يأتيه أخبار أقاربه، فإن كان خيرًا سُرّ به وفرح به وهنئ به، وإن كان شرًّا ابتأس لذلك وحزن، حتى إنهم ليسألون عن الرجل قد مات، فيقال: ألم يأتكم؟ فيقولون: لقد خُولِف به إلى أُمّه الهاوية[[أخرجه ابن المبارك في الزهد (٤٤٧).]]. (١٥/٦١٢)
٨٤٦٣٧- عن أبي خالد الوالبيّ، ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾، قال: أُمّ رأسه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦١٠)
٨٤٦٣٨- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: أُمّ رأسه هاوية في جهنم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٦١٠)
٨٤٦٣٩- عن أبي صالح [باذام] -من طريق إسماعيل- قال: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ يَهْوُون في النار على رؤوسهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٩٦.]]. (١٥/٦١٠)
٨٤٦٤٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وأَمّا مَن خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾، قال: هي النار مأواهم، وأُمّهم، ومصيرهم، ومولاهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٩٥ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٦٠٩)
٨٤٦٤١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾، قال: مصيره إلى النار، وهي الهاوية. قال قتادة: هي كلمة عربية، إذا وقع رجل في أمر شديد قال: هَوتْ أُمّه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٢، وابن جرير ٢٤/٥٩٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/٦٠٩-٦١٠)
٨٤٦٤٢- عن الأشعث بن عبد الله الأعمى -من طريق معمر- قال: إذا مات المؤمنُ ذُهِب بروحه إلى روح المؤمنين، فتقول: روِّحوا أخاكم؛ فإنه كان في غَمِّ الدنيا. ويسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلتْ فلانة؟ فيخبرهم، فيقول: صالح. حتى يسألونه: ما فعل فلان؟ فيقول: مات، أما جاءكم؟ فيقولون: لا، ذُهب به إلى أُمّه الهاوية[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٩٢، وابن جرير ٢٤/٥٩٦.]]. (١٥/٦١٠)
٨٤٦٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ يقول: لا تحمله الأرض، ولا تُظلّه السماء، ولا شيء إلا النار، يعني: أصله هاوية، كقوله: ﴿أُمَّ القُرى﴾ [الأنعام:٩٢، الشورى:٧]، يعني: أصل القُرى، يعني: مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٨١٢.]]. (ز)
٨٤٦٤٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: الهاوية: النار، هي أُمّه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٥٩٦.]]٧٢٧٩. (١٥/٦١٠)
﴿فَأُمُّهُۥ هَاوِیَةࣱ ٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٨٤٦٤٥- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق مهاجر- قال: مَرَّ عيسى ﵇ بقريةٍ قد مات أهلها؛ إنسُها وجِنّها وهوامها وأنعامها وطيورها، فقام ينظر إليها ساعة، ثم أقبل على أصحابه، فقال: مات هؤلاء بعذاب الله، ولو ماتوا بغير ذلك ماتوا مُتفرِّقين. ثم ناداهم: يا أهل القرية، فأجابه مجيب: لبَّيك، يا روح الله. قال: ما كان جنايتكم؟ قالوا: عبادة الطاغوت، وحُبّ الدنيا. قال: وما كانت عبادتكم الطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل معاصي الله. قال: فما كان حُبّكم الدنيا؟ قال: كحُبّ الصبي لأُمّه، كُنّا إذا أقبلتْ فَرِحنا، وإذا أدبرتْ حزِنّا، مع أمل بعيد، وإدبار عن طاعة الله، وإقبال في سخط الله. قال: وكيف كان شأنكم؟ قال: بِتْنا ليلة في عافية، وأصبحنا في الهاوية. فقال عيسى: وما الهاوية؟ قال: سِجِّين. قال: وما سِجِّين؟ قال: جمرة مِن نار، مثل أطباق الدنيا كلّها، دُفنتْ أرواحنا فيها. قال: فما بال أصحابك لا يتكلّمون؟ قال: لا يستطيعون أن يتكلّموا؛ مُلجمون بلجام من نار. قال: فكيف كلّمتني أنتَ من بينهم؟ قال: إني كنتُ فيهم، ولم أكن على حالهم، فلما جاء البلاء عمّني معهم، فأنا مُعلّق بشعرة في الهاوية، لا أدري أُكردس في النار أم أنجو! فقال عيسى: بحقّ أقول لكم: لأكل خُبز الشعير، وشُرْب ماء القَراح، والنوم على المزابل مع الكلاب، كثير مع عافية الدنيا والآخرة[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٤/٦١.]]. (١٥/٦١٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.