الباحث القرآني

﴿هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الغاشِيَةِ﴾: القيامة، لأنها تغشى الناس بشدائدها ﴿وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ﴾: ذليلة ﴿عامِلَةٌ﴾: في النار، كالصعود والهبوط مع جر السلاسل فيها ﴿ناصِبَةٌ﴾: تتعب في ذلك العمل، أو عملت وتعبت في أعمالٍ في الدنيا لا تنفع في الآخرة على غير طريقة السنة أو عملت في الدنيا أعمال السوء والتذت بها، فهي في نصب منها في الآخرة ﴿تَصْلى﴾: تدخل ﴿نارا حامِيَةً﴾: متناهية في الحر ﴿تُسْقى مِن عَيْنٍ آنيةٍ﴾: انتهى غليانها ﴿لَيْسَ لَهم طعامٌ إلا مِن ضَرِيعٍ﴾: هو اليابس من الشَّبْرِق، وهو شوك ترعاه الإبل ما دام رطبًا فإذا يبس صار سُمًّا قاتلًا، ويكون الضريع طعام هؤلاء، والزقوم وغيره طعام غيرهم، أو في بعض الأحوال ليس طعام الكل إلا هذا ﴿لا يُسْمِنُ ولا يُغْنِي مِن جُوعٍ﴾ وفائدة الطعام أحد الأمرين، ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ﴾: ذات بهجة ﴿لِسَعْيها﴾ في الدنيا ﴿راضِيَةٌ﴾ في الآخرة، لما رأت ثوابه ﴿فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ﴾: المحل، أو القدر ﴿لاَ تَسْمَعُ﴾ يا مخاطب، أو الوجوه ﴿فِيها لاغِيَةً﴾: لغوًا، أو كلمة ذات لغو ﴿فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ﴾ التنكير للتعظيم ﴿فِيها سُرُرٌ مرْفُوعَةٌ﴾: رفيعة السمك إذا أراد أن يجلس عليها صاحبها تواضعت له ثم ترفع ﴿وأكوابٌ﴾ الكوب: إناء لا عروة له ﴿مَّوْضُوعَةٌ﴾ بين أيديهم ﴿ونَمارِقُ﴾: وسائد ﴿مَصْفُوفَةٌ﴾: بعضها بجنب بعض ﴿وزَرابِيُّ﴾: بسط فاخرة ﴿مَبْثُوثَةٌ﴾: مبسوطة، ﴿أفَلا يَنْظُرُونَ إلى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ لما كذب الكفار عجائب الجنة التي ذكرها الله في تلك السورة، فذكرهم الله صنعه، والإبل أغرب حيوان وأنفعه عند العرب، ﴿وإلى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ بلا عمد ﴿وإلى الجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾: راسخة لا تميل لئلا تميد الأرض بأهلها ﴿وإلى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾: بسطت، نبه العرب في بواديهم بما يشاهد من بعيره الذي هو راكب عليه، والسماء الذي فوق رأسه، والجبل الذي تجاهه والأرض التي تحته على كمال قدرة خايقه، فلا تنكر الجنة ونعيمها، والبعث وأهوالها، ﴿فَذَكِّرْ إنَّما أنْتَ مُذَكِّرٌ﴾ ما عليك إلا البلاغ ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾: بمتسلط فتكرههم على الإيمان ﴿إلّا مَن تَوَلّى وكَفَرَ﴾: لكن مَن تَوَلّى وكفر ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللهُ العَذابَ الأكْبَرَ﴾: عذاب جهنم، أو الاستثناء متصل أي: فذكرهم إلا من انقطع طمعك من إيمانه نحو: ”فذكر إن نفعت الذكرى“ [الأعلى: ٩]، وقيل: لست بمتسلط عليهم إلا على من تولّى، فإن جهادهم وقتلهم تسلط، وعلى هذا يكون وعدًا برخصة القتال، فإن السورة مكية، ﴿إنَّ إلَيْنا إيابَهُمْ﴾: رجوعهم، ﴿ثُمَّ إنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ﴾، في المحشر، وتقدم الخبر للتخصيص والتشديد في الوعيد. والحمد لله المجيد الفعّال لما يريد
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب