الباحث القرآني
﴿كَلّا﴾، ردع لمن أنكرها، ﴿والقَمَرِ واللَّيْلِ إذْ أدْبَرَ﴾: أدبر على المضي كقبل بمعنى أقبل، وقيل: من دبر الليل النهار إذا خلفه، ﴿والصُّبْحِ إذا أسفَرَ﴾: أضاء، ﴿إنَّها﴾ أي: سقر، ﴿لإحْدى الكُبَرِ﴾: لإحدى البلايا الكبر، جمع كبرى، أسقطت ألف التأنيث كتائها، يقال: فُعَلُ في جمع فُعْلةٍ، وعن مقاتل دركات جهنم سبعة: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية، وهي جواب القسم أو تعليل لـ ﴿كلا﴾ والقسم معترض للتوكيد، ﴿نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ﴾ تمييز أي: إنّها لإحدى الدواهي إنذارًا كقولك: هو أحد الرجال كياسة، ﴿لِمَن شاءَ مِنكُمْ﴾، بدل من البشر، ﴿أنْ يَتَقَدَّمَ أوْ يَتَأخَّرَ﴾ مفعول شاء أي: نذيرًا لمن شاء التقدم والسبق إلى الخير، أو التأخر، والتخلف عنه، أو أن يتقدم مبتدأ، ولمن شاء خبره نحو ”فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر“ [الكهف: ٢٩] ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾: مرهونة عند الله في القيامة مصدر كالشتيمة، فإن فعيل الصفة لا يؤنث، ﴿إلّا أصْحابَ اليَمِينِ﴾: فإنهم فكوا رقابهم بحسن أعمالهم، ونقل عن علي - رضي الله عنه - إنهم أطفال المسلمين لأنه لا أعمال لهم يرتهنون بها ﴿فِي جَنّاتٍ﴾، حال من أصحاب اليمين، ﴿يَتَساءَلُونَ عَنِ المُجْرِمِينَ﴾ أي: يتساءلون المجرمين عن حالهم، فحذف المفعول؛ لأن ما بعده يدل عليه، ﴿ما سَلَكَكُمْ﴾: ما أدخلكم، ﴿في سَقَرَ﴾، بيان للتساؤل، وهذا أولى الوجوه، ﴿قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ﴾ أي: ما عبدنا ربنا، وما أحسنا إلى خلقه، ﴿وكنّا نَخُوضُ﴾: في الباطل، ﴿مَعَ الخائِضِينَ وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾: أى مع هذا كله كنا نكذب بالقيامة، ﴿حَتّى أتانا اليَقِينُ﴾: الموت، ﴿فَما تَنْفَعُهم شَفاعَةُ الشّافِعِينَ﴾ أي: لو شفعوا أجمعين لهم، وهو قول الله، ﴿فَما لَهم عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ أي: ما لهؤلاء الكفرة معرضين عن التذكير؟ فـ ”معرضين“ حال من الضمير، ﴿كَأنَّهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾ أي: كأنهم في نفارهم عن الحق حمر وحشية فرت مِن مَن يصيدها، أو من الأسد، ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنهم أنْ يُؤْتى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ قالوا: إنْ سرَّك أن نتبعك، فأت كلاًّ منا بكتاب من السماء أن اتبع يا فلان محمدًا فإنه رسولك، أو كل منهم يريد أن ينزل عليه كما نزل عليك قال تعالى: ﴿وإذا جاءَتْهم آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتّى نُؤْتى﴾ الآية [الأنعام: ١٢٤]، ﴿كَلّا﴾: ردع عن تلك الإرادة، ﴿بَلْ لا يَخافُونَ الآخِرَةَ﴾، ولهذا أعرضوا عن التذكرة، ﴿كَلّا﴾، ردع عن الإعراض، ﴿إنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَن شاءَ ذَكَرَهُ﴾ أي: فمن شاء اتعظ به، أو حفظه، ﴿وما يَذْكُرُونَ﴾: وما يتعظون به، ﴿إلا أن يَشاءَ اللهُ﴾، ذكرهم، أو مشيئتهم، ﴿هُوَ أهْلُ التَّقْوى﴾: هو أهل أن يتقى، فلا يجعل معه إله، ﴿وأهْلُ المَغْفِرَةِ﴾: وأهل لأن يغفر لمن اتقى أن يجعل معه إلها، كذا رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه في تفسير ﴿هُوَ أهْلُ التَّقْوى وأهْلُ المَغْفِرَةِ﴾.
والحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ.
{"ayahs_start":32,"ayahs":["كَلَّا وَٱلۡقَمَرِ","وَٱلَّیۡلِ إِذۡ أَدۡبَرَ","وَٱلصُّبۡحِ إِذَاۤ أَسۡفَرَ","إِنَّهَا لَإِحۡدَى ٱلۡكُبَرِ","نَذِیرࣰا لِّلۡبَشَرِ","لِمَن شَاۤءَ مِنكُمۡ أَن یَتَقَدَّمَ أَوۡ یَتَأَخَّرَ","كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِینَةٌ","إِلَّاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡیَمِینِ","فِی جَنَّـٰتࣲ یَتَسَاۤءَلُونَ","عَنِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ","مَا سَلَكَكُمۡ فِی سَقَرَ","قَالُوا۟ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّینَ","وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِینَ","وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَاۤىِٕضِینَ","وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوۡمِ ٱلدِّینِ","حَتَّىٰۤ أَتَىٰنَا ٱلۡیَقِینُ","فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَـٰعَةُ ٱلشَّـٰفِعِینَ","فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِینَ","كَأَنَّهُمۡ حُمُرࣱ مُّسۡتَنفِرَةࣱ","فَرَّتۡ مِن قَسۡوَرَةِۭ","بَلۡ یُرِیدُ كُلُّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ أَن یُؤۡتَىٰ صُحُفࣰا مُّنَشَّرَةࣰ","كَلَّاۖ بَل لَّا یَخَافُونَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ","كَلَّاۤ إِنَّهُۥ تَذۡكِرَةࣱ","فَمَن شَاۤءَ ذَكَرَهُۥ","وَمَا یَذۡكُرُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ"],"ayah":"وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوۡمِ ٱلدِّینِ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق