الباحث القرآني

﴿واتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى﴾ أي: اتخذ السامري لهم بإعانتهم ورضاهم فكأنهم هم الذين اتخذوا ﴿مِن بَعْدِه﴾ من بعد ذهابه إلى الجبل ﴿مِن حُلِيِّهِمْ﴾ التي استعاروا من القبط ﴿عِجْلًا جَسَدًا﴾ بدنا ذا لحم ودم بدل من عجلا ﴿لَهُ خُوارٌ﴾ صوت البقر قال بعضهم: استمر على كونه من الذهب إلا أنه يدخل في فيه الهواء فيصوت كالبقر ﴿ألَمْ يَرَوْا أنَّهُ لا يُكَلِّمُهم ولا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا﴾ أي: ألم يروا حين اتخذوه إلها أنه حيوان لا يقدر على كلام ولا على إرشاد فكيف اعتقدوا على أنه خالق القوى والقدر؟! ﴿اتَّخَذُوهُ﴾ إلهًا ﴿وكانُوا ظالِمِينَ﴾ فلوضعهم الأشياء في غير موضعها اتخذوه إلها ﴿ولَمّا سُقِطَ في أيْدِيهِمْ﴾ كناية عن الندامة فإن النادم يعض يده ﴿ورَأوْا﴾ اعلموا ﴿أنَّهم قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا﴾ بقبول توبتنا ﴿ويَغْفِرْ لَنا﴾ هذا الذنب العظيم ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرِينَ﴾ الهالكين. ﴿ولَمّا رَجَعَ مُوسى إلى قَوْمِهِ غَضْبانَ﴾ عليهم ﴿أسِفًا﴾ شديد الغضب أو حزينًا فإنه قد أعلمه الله بذلك وهو على الطور كما قال تعالى: ”فإنا قد فتنا قومك من بعدك“ [طه: ٨٥]، ﴿قالَ بِئْسَما خَلَفْتمونِي مِن بَعْدِي﴾ أي: فعلتم بعد ذهابي وفاعل بئس ضمير يفسره ما والمخصوص بالذم محذوف أي: بئس فعلًا فعلتموه من بعدي فعلكم ﴿أعَجِلْتُمْ أمْرَ رَبِّكُمْ﴾ وهذا كما يقال لمن ولى أحدًا غير مستحق للولاية: عجلت أمر السلطنة أي: في حالها وأمرها أو ضمن عجل معنى سبق فعدى تعديته أي: سبقتم أمر ربكم أو ميعاد ربكم أو سخط ربكم ﴿وألْقى الألْواحَ﴾ طرحها غضبًا ﴿وأخَد بِرَأْسِ أخِيهِ﴾ بشعره ﴿يَجُرُّهُ إلَيْهِ﴾ خوفًا عن أن يكون قد قصر في نهيهم وهارون أكبر من موسى ﴿قالَ ابْنَ أُمَّ﴾ كانا أخوين من أب وأم وذكَر الأم ليرققه ﴿إنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وكادُوا يَقْتُلُونَنِي﴾ أي: بذلت وسعي في النهي حتى قهروني وقاربوا قتلى ﴿فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأعْداءَ﴾ لا تفعل بي شيئًا يشمتون لأجله ﴿ولا تَجْعَلْنِي مَعَ القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ معدودًا في عداد عابدي العجل في عقوبتك. ﴿قالَ﴾ لما علم براءة ساحته ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي﴾ ما صنعت بأخي ﴿ولِأخِي﴾ إن قصر في نهيهم ﴿وأدْخِلْنا في رَحْمَتِكَ﴾ بمزيد الإنعام أو في جنتك ﴿وأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِمِينَ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب