الباحث القرآني

﴿كَذبَتْ عادٌ﴾ التأنيث باعتبار القبيلة، وهو في الأصل اسم أبيهم ﴿المُرْسَلِينَ إذْ قالَ لَهم أخُوهم هُودٌ﴾ هو وأيضًا منهم ﴿ألا تَتَّقُونَ إنِّي لَكم رَسُولٌ أمِينٌ فاتَّقُوا اللهَ وأطِيعُونِ وما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ إنْ أجْرِيَ إلّا عَلى رَبِّ العالَمِينَ﴾ تصدير القصص بمضمون عبارة واحدة ليعلم أن كلمتهم متفقة، وإن اختلف في بعض الفروع ﴿أتَبنونَ بِكُلِّ رِيعٍ﴾ مكان مرتفع ﴿آيَةً﴾ عمارة مشيدة عالية كآية في الشهرة ﴿تَعْبَثُونَ﴾ في بنائها لا تحتاجون إليها، بل للشهرة قيل: بنوا على الطرق عمارات كالقصور يجلسون فيها يسخرون بمن يمر، أو المراد منها بروج الحمام، فإنهم متولعون بها ﴿وتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ﴾ قصورًا أو حصونًا، أو مآخذ الماء ﴿لَعَلَّكم تَخْلُدُونَ﴾ ترجون الخلود ﴿وإذا بَطَشْتُمْ﴾ سطوتم ﴿بَطَشْتُمْ جَبّارِينَ﴾ متسلطين ظالمين بلا رحمة ﴿فاتَّقُوا اللهَ وأطِيعُونِ﴾ فإن أعمالكم تورث الخزي والندامة ﴿واتَّقُوا الَّذِي أمَدَّكُمْ﴾ أعطاكم ﴿بِما تَعْلَمُونَ﴾ من الخير نبههم على نعم الله مجملًا، ثم فصلها بقوله ﴿أمَدَّكم بِأنْعامٍ وبَنِينَ وجَنّاتٍ وعُيُونٍ﴾ ثم أوعدهم فقال ﴿إنِّي أخافُ عَلَيْكم عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ إن بقيتم على الكفر والكفران ﴿قالوا سَواءٌ﴾ مستو ﴿عَلَيْنا أوَعَظْتَ أمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الواعِظِينَ﴾ أي: مستو علينا وعظك وعدمه، فإنا على ما نحن فيه لا نرعوي عنه ﴿إنْ هَذا إلا خُلُقُ الأوَّلِينَ﴾ ما هذا الدين الذي نحن عليه إلا دين الأوائل، ونحن سالكون وراءهم نعيش كما عاشوا ونموت كما ماتوا ولا بعث ولا نشور، أو ما هذا الذي جئتنا به إلا عادتهم يكذبون ويزخرفون، ومن قرأ ”خَلْقُ“ بفتح الخاء وسكوت اللام، فالمراد اختلاقهم واختراعهم ﴿وما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ فلا نخاف مما تخاف علينا وتخوفنا به ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأهْلَكْناهُمْ﴾ يعني بريح صرصر ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً وما كانَ أكْثَرُهم مُؤْمِنِينَ وإنَّ رَبَّكَ لَهو العَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب