الباحث القرآني

﴿وإذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ﴾، أي: اذكروا نعمتي في إجابتي دعاء نبيكم في شأنكم لما عطشتم في التيه، ﴿فَقُلْنا اضْرِب بِّعَصاكَ الحَجَرَ﴾: حجر خفيف مربع قيل إذا ساروا حملوه على ثور فاستمسك الماء، وعند بعض أنه لم يكن حجرًا معينًا، بل يضرب أي حجر كان فينشق، ﴿فانفجَرَتْ﴾، تقديره فضرب فانشقت، ﴿مِنهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ﴾: كل سبط، ﴿مَّشْرَبَهم﴾: عينهم التي يشربون منها خاصة بهم، ﴿كُلُوا واشْربوا﴾، أي: قلنا لهم ذلك، ﴿مِن رِّزْقِ الله﴾، أي: ما رزقكم الله من المن والسلوى وماء العين، ﴿ولاَ تَعْثَوْا﴾: لا تعتدوا، ﴿فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾: حال إفسادكم، ﴿وإذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَن نصْبِرَ﴾، أي: اذكروا نعمتي في إنزال المن والسلوى طعامًا طيبًا نافعًا ثم اذكروا سؤالكم استبدال الأطعمة الدنية بذلك، ﴿عَلى طَعامٍ واحِدٍ﴾، كانوا يأكلون المن بالسلوى فيكون واحدًا أو أرادوا بالوحدة أنها لا تتبدل كما يقال طعام فلان واحد، أي لا يتغير ألوانه، ﴿فادْعُ لَنا رَبكَ﴾: سله بدعائك لنا إياه، ﴿يُخْرِجْ لَنا﴾: يظهر لنا مجزوم بجواب فادع، ﴿مِمّا تُنْبِتُ الأرْضُ مِن بَقْلِها﴾: من الخضروات ما لا ساق لها تفسير لما تنبت وقع موقع الحال، ﴿وقِثّائِها﴾، هو معروف، ﴿وفومها﴾، هو الحنطة أو الثوم والعرب تقلب الفاء ثاء والثاء فاء، أو الخبز أو اسم لكل حب يؤكل، ﴿وعَدَسها وبَصَلِها قالَ﴾: موسى، ﴿أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هو أدْنى﴾: أخس، ﴿بالذِي هو خَيْرٌ﴾: المن والسلوى لنفعهما أو طعمهما وعدم الحاجة إلى السعي، ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾: مصرًا من الأمصار، أي: هذه الأشياء كثيرة في الأمصار لا حاجة إلى الدعاء أو مصر فرعون وجاز صرفه لسكون وسطه، ﴿فإنْ لَكُم﴾: فيها، ﴿ما سَألْتُمْ وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ﴾: كضرب القبة، ﴿الذلةُ﴾: الجزية فيكون المراد يهود وقعوا في عصر نبينا عليه الصلاة والسلام أو الهوان، ﴿والمسْكنَةُ﴾: الفاقة أو فقر القلب ولم يزل عليهم أثر البؤس وإن كانوا ذوى مال، ﴿وباءوا﴾، أي: صاروا أحقاء، ﴿بعضَب مِّنَ اللهِ ذَلِكَ﴾ أي: ما سبق من ضرب الذلة والبوء بالغضب، ﴿بِأنَّهم كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ﴾: الكتب المنزلة كالإنجيل والقرآن وآية الرجم والتي فيها نعت محمد ﷺ في التوراة، ﴿ويَقْتلون النَّبِيِّينَ﴾: شعيبًا وزكريا ويحيى عليهم الصلاة والسلام وغيرهم، ﴿بغَيْرِ الحَقِّ﴾، عندهم فإنهم غير معتقدين جواز قتلهم، ﴿ذَلِكَ﴾: الكفر والقتل، ﴿بِما عَصَوا وكانوا يَعْتَدُون﴾، أي: جرهم العصيان والتمادي في تجاوز أمر الله تعالى إلى ذلك فإن صغار الذنوب تؤدى إلى الكبار، وقيل تكرير للفظ ”ذلك“ الأول إشارة إلى أن الهوان والمسكنة كما أن سببهما الكفر والقتل سببهما المعاصي واعتداء حدود الله.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب