الباحث القرآني

﴿سَلْ بَنِي إسْرائِيلَ﴾، وهو سؤال تقريع، ﴿كَمْ آتَيْناهم مِن آيَةٍ بَيِّنَةٍ﴾، معجزة ظاهرة على نبوة موسى، أو آية في الكتاب، على نبوة محمد عليهما السلام، وكم: مفعول ثان، أو مبتدأ والعائد محذوف، وآية: مميزة، ومن: للفصل، والجملة إما مفعول ثان لـ سل وتقديره: سلهم قائلًا كم آتياناهم؟ أو في موقع المصدر، أي: سلهم هذا السؤال، ﴿ومَن يُبدّلْ نِعْمَةَ اللهِ﴾، أي: آياته، فإنها أجل نعمة لأنها سبب الهداية فجعلوها سبب الضلالة، أو حرفوها، ﴿مِن بَعْدِ ما جاءته﴾، وعرفوها، ﴿فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقابِ﴾: يعاقبه أشد عقاب، ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الحَياةُ الدُّنْيا﴾، حسنت في أعينهم حتى أعرضوا عن غيرها، ﴿ويَسْخَرُونَ مِنَ الذِينَ آمنوا﴾: فقراء المؤمنين كبلال وعمار، ﴿والَّذِينَ اتَّقَوْا﴾، الشرك، ﴿فَوْقَهم يَوْمَ القيامَةِ﴾، لتقواهم لأنّهُم في الجنة وهم في النار، ﴿واللهُ يَرْزُقُ مَن يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾، في الدارين، فلربما يعطي الفقراء في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما، أو إشارة إلى أن كثرة الرزق لا يدل على الكرامة، بل ربما تكون استدراجًا، ﴿كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً﴾، بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على الحق، أو متفقين على الجهل على عهد إبراهيم، ﴿فبَعَثَ اللهُ﴾، أي: اختلفوا فبعث على الوجه الأول، وحذف لدلالة قوله ”فيما اختلفوا“ عليه، ﴿النبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ وأنزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ﴾، مع الأنبياء، لا مع كل واحد، ﴿بِالحَقّ﴾، متلبسًا به، ﴿لِيَحْكُمَ﴾، أي: الكتاب، مجازًا، أو الله، ﴿بَيْنَ النّاسِ فِيما اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾، أي: في شيء التبس عليهم، ﴿وما اخْتَلَفَ فِيهِ﴾: في الكتاب الذي أنزل لدفع الاختلاف، ﴿إلّا الَّذِينَ أُوتُوهُ﴾، أي: الكتاب المنزل لإزالة الاختلاف، ﴿مِن بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ البَيِّناتُ﴾، الحجج الظاهرات الواضحات، ﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾، أي: اختلفوا حسدًا وظلمًا، واختلافهم: كفر بعضهم بكتاب بعض وتحريفهم كتاب الله، ﴿فهَدى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِما اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾، أي: لمعرفته، ﴿مِنَ الحَقِّ﴾، بيان لما، ﴿بإذْنِهِ﴾: بإرادته، كاختلافهم في القبلة وفي إبراهيم وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ﴿واللهُ يَهْدِى مَن يَشاءُ إلى صِراطٍ مسْتَقِيمٍ﴾، لا من جمع له أسباب الهداية، ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ﴾، أم منقطعة، ومعنى الهمزة الإنكار، لما هاجر المسلمون وتركوا الديار والأموال فأصابهم ما أصابهم من الجهد وضيق العيش نزلت تشجيعًا لهم وتطييبًا لقلوبهم، ﴿ولَمّا يَأتِكُم﴾، أي: لم يأتكم وزيدت عليه ما، ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا﴾، مضوا، ﴿مِن قَبْلِكُم﴾: حالهم التي هي مثل في الشدة أو سنتهم ﴿مَّسَّتْهُمُ البَأساءُ والضرّاءُ﴾، الفقر والأسقام والمصائب والنوائب، ﴿وزُلْزِلُوا﴾، بأنواع البلايا وخوف العدو، ﴿حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ والذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾، أي: إلى الغاية التي يقول الرسول ومن معه فيها، ﴿مَتى نصْرُ اللهِ﴾، أي: بلغ بهم الضجر ولم يبق لهم صبر حتى استبطئوا النصر، ﴿ألا إنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾، أي: قيل لهم ذلك إجابة لطِلْبتهم، يعني لابد لكم أن يصيبكم مثل ما أصابهم فتصبروا كما صبروا، ﴿يَسْألُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ﴾، نزلت في شيخ كبير كثير المال، قال يا رسول الله: بما نتصدق وعلى من ننفق؟، ﴿قُلْ ما أنْفَقْتُمْ مِن خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ والأقْرَبِينَ واليَتامى والمَساكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ﴾، حاصله أن المنفق هو كل خير والاهتمام في شأن المصرف؛ لأن الخير لا يعتد به إلا بعد وقوعه موقعه، ﴿وما تَفْعَلُوا مِن خَيْرٍ فَإنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾، فيجازيكم بقدره، والآية في نفقة التطوع، وعن بعضهم هي منسوخة بفرض الزكاة، ﴿كُتِب عَلَيْكُمُ القِتالُ وهو كُرْهٌ لكُمْ﴾، شاق مكروه طبعًا عليكم، ﴿وعَسى أن تَكْرَهُوا شَيْئًا وهو خَيْرٌ لَكم وعَسى أنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وهو شَرٌّ لَكُمْ﴾، وهذا عام في الأمور كلها، ﴿واللهُ يَعْلَمُ﴾: ما هو خير لكم، ﴿وأنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾، واعلم أن الجهاد فرض كفاية.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب