الباحث القرآني
﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكم مِنَ السَّماءِ﴾ بالمطر، ﴿والأرْضِ﴾ بالنبات قيل: تقديره من أهل السماء والأرض، ﴿أمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ والأبْصارَ﴾ أي: من يملك خلقهما أو حفظهما من الآفات، ﴿ومَن يُخْرِجُ الحَيَّ﴾ الحيوان، ﴿مِنَ المَيِّتِ﴾ النطفة، ﴿ويُخْرِجُ المَيِّتَ﴾ النطفة، ﴿مِنَ الحَيِّ﴾ الحيوان وقيل: من يحيي ويميت، ﴿ومَن يُدَبَرُ الأمْرَ﴾ يلي تدبير أمر العالم، ﴿فَسَيَقُولُونَ اللهُ﴾ إذ الأمر أوضح من أن ينكر، ﴿فَقُلْ أفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ الشرك مع هذا الإقرار، ﴿فَذَلِكُمُ﴾ إشارة إلى من هذه قدرته، ﴿اللهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ﴾ لا ما جعلتم معه شريكًا أخبار مترادفة، ﴿فَماذا بَعْدَ الحَقِّ إلّا الضَّلالُ﴾ أي: ليس بعد الحق إلا الضلال، ﴿فَأنّى تُصْرَفُونَ﴾ عن الحق إلى الضلال وعن عبادته إلى عبادة غيره، ﴿كَذَلِكَ﴾، أي: كما حق أن بعد الحق الضلال أو أنّهم مصروفون عن الحق، ﴿حَقتْ كَلِمَتُ ربِّكَ﴾ أي: حكمه السابق، ﴿عَلى الَّذِينَ فَسَقُوا﴾ تمردوا في كفرهم، ﴿أنَّهم لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ بدل من كلمة، وقيل تقديره: لأنهم لا يؤمنون فالمراد منها كلمة العذاب، ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكائِكُم﴾ أي: آلهتكم، ﴿مَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ أدخل الإعادة في الإلزام وإن يكونوا قائلين بها لظهور برهانها، ﴿قُلِ اللهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ وأنتم تعلمون أن شركاءكم لا يقدرون على مثل هذا، ﴿فَأنّى تُؤْفَكُونَ﴾ تصرفون عن سواء السبيل، ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكائِكم مَن يَهْدِي إلى الحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾ والهداية كما يعدى بإلى يعدى باللام، ﴿أفَمَن يَهْدِي إلى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ﴾ أمره وحكمه، ﴿أمَّنْ لا يَهِدِّي﴾ أصله يهتدي فأدغم وكسرت الهاء لالتقاء الساكنين، ﴿إلّا أنْ يُهْدى﴾، الهداية قد تجيء بمعنى النقل أي الأوثان لا ينتقل من مكان إلا أن ينقل أو يكون هذا حال أشرف شركائهم كالملك والمسيح أو لا يصح منه الاهتداء إلا أن يهديه الله بأن يجعل الجماد حيوانًا عالمًا، ﴿فَما لَكم كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ بما يبطله العقل بتا، ﴿وما يَتَّبِعُ أكْثَرُهم إلّا ظَنًّا﴾ مستندًا إلى خيال باطل ووهم زائل والمراد من الأكثر الجميع أو المراد رؤساؤهم فإن السفلة مقلدون ليس لهم ظن أيضًا، ﴿إنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الحَقِّ شَيْئًا﴾ أي: لا يقوم مقام العلم فالمراد من الحق العلم، وشيئًا مفعول مطلق، أو مفعول به، ومن الحق حال قيل معناه: الظن لا يدفع من عذاب الحق شيئًا، ﴿إنَّ اللهَ عَلِيمٌ بما يَفْعَلُونَ﴾ تهديد ووعيد، ﴿وما كانَ هَذا القُرْآنُ أنْ يُفْتَرى مِن دُونِ اللهِ﴾ أي: ما صح أن يكون القرآن مفترى من الخلق وهذا محال، ﴿ولَكِن﴾: كان، ﴿تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ من الكتب المتقدمة، ﴿وتَفْصِيلَ الكِتابِ﴾ تبيين ما كتب وفرض من الشرائع، ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ خبر ثالث أو حال أو استئناف، ﴿مِن رَبِّ العالَمِينَ﴾ خبر آخر أو حال، ﴿أمْ يَقُولُونَ﴾ بل أيقولون، ﴿افْتَراهُ﴾ محمد والهمزة للإنكار، ﴿قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ﴾ في البلاغة على وجه مِن دُونِ اللهِ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ الافتراء، ﴿وادْعُوا﴾ إلى معاونتكم على المعارضة، ﴿مَنِ اسْتَطَعْتُمْ﴾ من الجن والإنس، ﴿من دُونِ اللهِ﴾ سوى الله تعالى فإنه القادر على ذلك متعلق بـ ادعوا لا بـ استطعتم، ﴿إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ أنه من عند نفسه فإنه بشر مثلكم بل تمرنكم في النظم والنثر أكثر فإنه أمي، ﴿بَلْ كذبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ﴾ يعني لما رأوا القرآن مشتملًا على أمور ما عرفوا حقيقتها سارعوا بجهلهم إلى التكذيب، ﴿ولَمّا يَأْتِهِمْ﴾ بعد، ﴿تَأْوِيلُهُ﴾ فإنهم إن صبروا يظهر لهم بالآخرة تأويله، لكن فأجاءوا الإنكار قبل أن يقضوا على تأويله، ﴿كذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ رسلهم، ﴿فانظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ﴾ فيه وعيد لهم بمثل عقاب الأمم السالفة، ﴿ومِنهُم﴾ من المكذبين، ﴿مَّن يُؤْمِنُ بِه﴾ بعد ذلك، ﴿ومِنهُم مَّن لا يُؤْمِنُ بِهِ﴾ بل يموت على الكفر، ﴿ورَبُّكَ أعْلَمُ بِالمُفْسِدِينَ﴾ المصرين وقيل: معناه بعضهم من يصدقه باطنًا لكن يعاند، وبعضهم لا يعلم صدقه لغباوة وأنا أعلم بالمعاند.
{"ayahs_start":31,"ayahs":["قُلۡ مَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن یَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن یُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَیُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّ وَمَن یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَیَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ","فَذَ ٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ","كَذَ ٰلِكَ حَقَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِینَ فَسَقُوۤا۟ أَنَّهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ","قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَاۤىِٕكُم مَّن یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥۚ قُلِ ٱللَّهُ یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ","قُلۡ هَلۡ مِن شُرَكَاۤىِٕكُم مَّن یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلۡحَقِّۚ قُلِ ٱللَّهُ یَهۡدِی لِلۡحَقِّۗ أَفَمَن یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلۡحَقِّ أَحَقُّ أَن یُتَّبَعَ أَمَّن لَّا یَهِدِّیۤ إِلَّاۤ أَن یُهۡدَىٰۖ فَمَا لَكُمۡ كَیۡفَ تَحۡكُمُونَ","وَمَا یَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا یُغۡنِی مِنَ ٱلۡحَقِّ شَیۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَفۡعَلُونَ","وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن یُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصۡدِیقَ ٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِ وَتَفۡصِیلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا رَیۡبَ فِیهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","بَلۡ كَذَّبُوا۟ بِمَا لَمۡ یُحِیطُوا۟ بِعِلۡمِهِۦ وَلَمَّا یَأۡتِهِمۡ تَأۡوِیلُهُۥۚ كَذَ ٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِینَ","وَمِنۡهُم مَّن یُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا یُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِینَ"],"ayah":"قُلۡ مَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن یَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَمَن یُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَیُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّ وَمَن یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَیَقُولُونَ ٱللَّهُۚ فَقُلۡ أَفَلَا تَتَّقُونَ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق