الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿إنَّما الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ والمَساكِينِ والعامِلِينَ عَلَيْها والمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ﴾، وهم قَوْمٌ كانُوا يُعْطَوْنَ، يُتَألَّفُونَ عَلى أنْ يُسْلِمُوا، وهَذا غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ اليَوْمَ لِظُهُورِ الإسْلامِ، ﴿وَفِي الرِّقابِ﴾، كَأنْ يُعاوِنَ المَكاتِبَ حَتّى يَفُكَّ رَقَبَتَهُ، ”﴿والغارِمِينَ﴾، وهُمُ الَّذِينَ لَزِمَهُمُ الدَّيْنُ في الحِمالَةِ، و“ اَلْحِمالَةُ ”: اَلْإعْطاءُ في الذِّمَّةِ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ الغارِمُ الَّذِي لَزِمَهُ الدَّيْنُ في غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، فالأوْلى أنْ يَكُونَ الدَّيْنُ الَّذِي يُقْضى عَنْهُ في غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، لِأنَّ ذا المَعْصِيَةِ إنْ أُدِّيَ عَنْهُ الدَّيْنُ كانَ ذَلِكَ تَقْوِيَةً عَلى المَعاصِي، ﴿وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾، أيْ: ولِلْمُجاهِدِينَ حَقٌّ في الصَّدَقَةِ، ﴿وابْنِ السَّبِيلِ﴾، اِبْنِ الطَّرِيقِ، وتَأْوِيلُهُ: اَلَّذِي قُطِعَ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ، ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ﴾، (p-٤٥٧)مَنصُوبٌ عَلى التَّوْكِيدِ، لِأنَّ قَوْلَهُ:“ إنَّما الصَّدَقاتُ لِهَؤُلاءِ ”، كَقَوْلِكَ:“ فَرَضَ اللَّهُ الصَّدَقاتِ لِهَؤُلاءِ ”، وقَدْ بَيَّنّا في أوَّلِ“ اَلْأنْفالِ ”، ما قِيلَ في جَمِيعِ الأمْوالِ، واسْتَقْصَيْناهُ، ويَجُوزُ“ فَرِيضَةٌ مِنَ اللَّهِ "، عَلى ذَلِكَ، ولا أعْلَمُهُ قُرِئَ بِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب