الباحث القرآني

﴿إنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهم وإنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أخَذْنا أمْرَنا مِن قَبْلُ﴾، أيْ: قَدْ عَلِمْنا بِالحَزْمِ في التَّخَلُّفِ عَنْكَ، فَأعْلَمَ اللَّهُ - جَلَّ وعَزَّ - أنَّ المُسْلِمِينَ لَنْ يُصِيبَهم إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ، فَقالَ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إلا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا﴾ [التوبة: ٥١]، أيْ: ما قَدَّرَ عَلَيْنا، كَما قالَ: ﴿ما أصابَ مِن مُصِيبَةٍ في الأرْضِ ولا في أنْفُسِكم إلا في كِتابٍ مِن قَبْلِ أنْ نَبْرَأها﴾ [الحديد: ٢٢]، ثُمَّ أكَّدَ ذَلِكَ فَقالَ: ﴿إنَّ ذَلِكَ عَلى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: ٢٢]، وفِيهِ وجْهٌ آخَرُ: ”إنَّهُ لَنْ يُصِيبَنا إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ما بَيَّنَ لَنا في كِتابِهِ، مِن أنّا نَظْفَرُ، فَتَكُونَ تِلْكَ حُسْنى لَنا، أوْ نُقْتَلَ فَتَكُونَ الشَّهادَةُ حُسْنى لَنا أيْضًا“، أيْ: فَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ لَنا ما يُصِيبُنا، أوْ عَلِمْنا ما لَنا فِيهِ حَظٌّ، ثُمَّ بَيَّنَ - جَلَّ ثَناؤُهُ - فَقالَ تَعالى: ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إلا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ﴾ [التوبة: ٥٢]، إلّا الظَّفَرَ، أوِ الشَّهادَةَ، ﴿وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكم أنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِن عِنْدِهِ أوْ بِأيْدِينا﴾ [التوبة: ٥٢]، فَأنْتُمْ تَرَبَّصُونَ بِنا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ، ونَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكم إحْدى الشَّرَّتَيْنِ، فَبَيْنَ ما تَنْتَظِرُونَهُ، ونَنْتَظِرُهُ فَرْقٌ عَظِيمٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب