الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إنَّهم لا يُعْجِزُونَ﴾، مَعْناها: ”لا يَحْسَبَنَّ مَن أفْلَتَ مِن هَذِهِ الحَرْبِ قَدْ سَبَقَ إلى الحَياةِ“، والقِراءَةُ الجَيِّدَةُ: ”وَلا تَحْسَبَنَّ“، بِالتّاءِ، عَلى مُخاطَبَةِ النَّبِيِّ ﷺ، وتَكُونُ ”تَحْسَبَنَّ“، عامِلَةً في ”اَلَّذِينَ“، ويَكُونُ ”سَبَقُوا“، اَلْخَبَرَ، ويَجُوزُ فَتْحُ السِّينِ، وكَسْرُها، وقَدْ قَرَأ بَعْضُ القُرّاءِ: ”وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا“، بِالياءِ، ووَجْهُها ضَعِيفٌ عِنْدَ أهْلِ العَرَبِيَّةِ، إلّا أنَّها جائِزَةٌ، عَلى أنْ يَكُونَ المَعْنى: ”وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أنْ سَبَقُوا“، لِأنَّها في حَرْفِ ابْنِ مَسْعُودٍ: ”إنَّهم سَبَقُوا“، فَإذا كانَتْ كَذَلِكَ فَهو بِمَنزِلَةِ قَوْلِكَ: ”حَسِبْتُ أنْ أقُومَ“، و”حَسِبْتُ أقُومُ“، عَلى حَذْفِ ”أنْ“، وتَكُونُ ”أقُومُ“، و”قامَ“، تَنُوبُ عَنْ الِاسْمِ، والخَبَرِ، كَما أنَّكَ إذا قُلْتَ: ”ظَنَنْتُ لَزَيْدٌ خَيْرٌ مِنكَ“، فَقَدْ نابَتِ الجُمْلَةُ عَنِ اسْمِ الظَّنِّ، وخَبَرِهِ، وفِيها وجْهٌ آخَرُ: ”وَلا يَحْسَبَنَّ قَبِيلُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا“ . (p-٤٢٢)وَيَجُوزُ فِيها أوْجُهٌ لَمْ يُقْرَأْ بِها: يَجُوزُ ”وَلا يُحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا“، و”﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾“، أيْ: ”لا يَحْسَبِ المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا“، ولَكِنَّ القِراءَةَ سُنَّةٌ، لا يُقْرَأُ إلّا بِما قَرَأتْ بِهِ القُرّاءُ، ويَجُوزُ: ”إنَّهم“، بِكَسْرِ ”إنَّ“، ويَجُوزُ ”أنَّهم“، فَيَكُونُ المَعْنى: ”وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أنَّهم يُعْجِزُونَ“، ويَكُونُ ”أنَّ“، بَدَلًا مِن ”سَبَقُوا“، قالَ أبُو إسْحاقَ: هَذا الوَجْهُ ضَعِيفٌ، لِأنَّ ”لا“، لا تَكُونُ لَغْوًا في مَوْضِعٍ يَجُوزُ أنْ تَقَعَ فِيهِ غَيْرَ لَغْوٍ. وَقَوْلُهُ: ”يُعْجِزُونَ“، فَتْحُ النُّونِ الِاخْتِيارُ، ويَجُوزُ كَسْرُها عَلى أنْ يَكُونَ المَعْنى: ”إنَّهم لا يُعْجِزُونَنِي“، بِحَذْفِ النُّونِ الأُولى لِاجْتِماعِ النُّونَيْنِ، قالَ الشّاعِرُ: ؎رَأتْهُ كالنَّعامِ يُعَلُّ مِسْكًا ∗∗∗ يَسُوءُ الفالِياتِ إذا فَلَيْنِي يُرِيدُ: ”فَلَيْنَنِي“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب