الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿إذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ في مَنامِكَ قَلِيلا﴾، رُوِيَتْ عَنِ الحَسَنِ أنَّ مَعْناها: ”في عَيْنِكَ الَّتِي تَنامُ بِها، وكَثِيرٌ مِن أصْحابِ النَّحْوِ يَذْهَبُونَ إلى هَذا المَذْهَبِ، ومَعْناهُ عِنْدَهم:“ إذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ في مَوْضِعِ مَنامِكَ ”، أيْ: بِعَيْنِكَ، ثُمَّ حَذَفَ المَوْضِعَ، وأقامَ المَقامَ مَكانَهُ، وهَذا مَذْهَبٌ حَسَنٌ، ولَكِنَّهُ قَدْ جاءَ في التَّفْسِيرِ «أنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَآهم في النَّوْمِ قَلِيلًا، وقَصَّ الرُّؤْيا عَلى أصْحابِهِ، فَقالُوا:“ صَدَقَتْ رُؤْياكَ يا رَسُولَ اللَّهِ» ”، وهَذا المَذْهَبُ أُسْوَغُ في العَرَبِيَّةِ، لِأنَّهُ قَدْ جاءَ: ﴿وَإذْ يُرِيكُمُوهم إذِ التَقَيْتُمْ في أعْيُنِكم قَلِيلا ويُقَلِّلُكم في أعْيُنِهِمْ﴾ [الأنفال: ٤٤]، فَدَلَّ بِهَذا أنَّ هَذا رُؤْيَةُ الِالتِقاءِ، وأنَّ تِلْكَ رُؤْيَةُ النَّوْمِ، ويَجُوزُ عَلى هَذا المَذْهَبِ الأوَّلِ أنْ يَكُونَ الخِطابُ الأوَّلُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، وأنَّ الخِطابَ الثّانِيَ لِجَمِيعِ مَن شاهَدَ الحَرْبَ، ولِلنَّبِيِّ ﷺ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَوْ أراكَهم كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ﴾، أيْ: لَتَأخَّرْتُمْ عَنْ حَرْبِهِمْ، وكِعْتُمْ، وجَبُنْتُمْ، يُقالُ:“ فَشِلَ فَشَلًا "، إذا جَبُنَ وهابَ أنْ يَتَقَدَّمَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب