الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَإلى مَدْيَنَ أخاهم شُعَيْبًا﴾، ”مَدْيَنُ“، لا يَنْصَرِفُ، لِأنَّهُ اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ، أوِ البَلْدَةِ، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ أعْجَمِيًّا. وَقَوْلُهُ: ﴿قَدْ جاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكم فَأوْفُوا الكَيْلَ والمِيزانَ﴾، قالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: لَمْ يَكُنْ لِشُعَيْبٍ آيَةٌ إلّا النُّبُوَّةُ، وهَذا غَلَطٌ فاحِشٌ، قالَ: ”قَدْ جاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكم فَأوْفُوا الكَيْلَ“، فَجاءَ بِالفاءِ جَوابًا لِلْجَزاءِ، فَكَيْفَ يَقُولُ: ”﴿قَدْ جاءَتْكم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُمْ﴾“، ولَمْ يَكُنْ لَهُ آيَةٌ إلّا النُّبُوَّةُ، فَإنْ كانَ مَعَ النُّبُوَّةِ آيَةٌ فَقَدْ جاءَهم بِها، وقَدْ أخْطَأ القائِلُ بِقَوْلِهِ: ”لَمْ تَكُنْ لَهُ آيَةٌ“، ولَوِ ادَّعى مُدَّعٍ النُّبُوَّةَ بِغَيْرِ آيَةٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنهُ، ولَكِنَّ القَوْلَ في شُعَيْبٍ أنَّ آيَتَهُ - كَما قالَ - بَيِّنَةٌ، (p-٣٥٤)إلّا أنَّ اللَّهَ - جَلَّ ثَناؤُهُ - ذَكَرَ بَعْضَ آياتِ الأنْبِياءِ في القُرْآنِ، وبَعْضُهم لَمْ يَذْكُرْ آيَتَهُ، فَمَن لَمْ تُذْكَرْ آيَتُهُ لا يُقالُ: ”لا آيَةَ لَهُ“، وآياتُ مُحَمَّدٍ النَّبِيٍّ ﷺ لَمْ تُذْكَرْ كُلُّها في القُرْآنِ، ولا أكْثَرُها. وَقَوْلُهُ: ﴿وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهُمْ﴾، ”اَلْبَخْسُ“: اَلنَّقْصُ، والقِلَّةُ، يُقالُ: ”بَخَسْتُ، أبْخَسُ“، بِالسِّينِ، و”بَخَصْتُ عَيْنَهُ“، بِالصّادِ، لا غَيْرُ، مِثْلَ ”فَقَأْتُ عَيْنَيْهِ“، ﴿وَلا تُفْسِدُوا في الأرْضِ بَعْدَ إصْلاحِها﴾، أيْ: لا تَعْمَلُوا فِيها بِالمَعاصِي، وبَخْسِ النّاسِ، بَعْدَ أنْ أصْلَحَها اللَّهُ بِالأمْرِ بِالعَدْلِ، وإرْسالِ الرُّسُلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب