الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿اتَّبِعُوا ما أُنْـزِلَ إلَيْكم مِن رَبِّكُمْ﴾، أيْ: اِتَّبِعُوا القُرْآنَ، وما أُتِيَ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، لِأنَّهُ مِمّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، لِقَوْلِهِ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكم عَنْهُ فانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧] ﴿وَلا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أوْلِياءَ﴾، أيْ: لا تَتَوَلَّوْا مَن عَدَلَ عَنْ دِينِ الحَقِّ، ومَنِ ارْتَضى مَذْهَبًا مِنَ المَذاهِبِ، فالمُؤْمِنُ ولِيُّ المُؤْمِنِ، ﴿والمُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بَعْضُهم أوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة: ٧١] وقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿قَلِيلا ما تَذَكَّرُونَ﴾، ”ما“، زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ، المَعْنى: ”قَلِيلًا تَذَكَّرُونَ“، وفي ”تَذَكَّرُونَ“، وجْهانِ في القِراءَةِ: ”قَلِيلًا ما تَذَّكَّرُونَ“، بِالتَّشْدِيدِ في الذّالِ، والمَعْنى: ”قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ“، إلّا أنَّ التّاءَ تُدْغَمُ في الذّالِ، لِقُرْبِ مَكانِ هَذِهِ مِن مَكانِ هَذِهِ، ومَن قَرَأ: ”تَذَكَّرُونَ“، فالأصْلُ - أيْضًا - ”تَتَذَكَّرُونَ“، إلّا أنَّهُ حَذَفَ إحْدى التّاءَيْنِ، وهي التّاءُ الثّانِيَةُ، لِأنَّهُما زائِدَتانِ، إلّا أنَّ الأُولى تَدُلُّ عَلى مَعْنى الِاسْتِقْبالِ فَلا يَجُوزُ حَذْفُها، والثّانِيَةَ إنَّما دَخَلَتْ عَلى مَعْنى ”فَعَلْتُ الشَّيْءَ عَلى تَمَهُّلٍ“، نَحْوَ: ”تَفَهَّمْتُ“، و”تَعَلَّمْتُ“، أيْ: ”أحْدَثْتُ الشَّيْءَ عَلى مَهَلٍ“، وتَدْخُلُ عَلى (p-٣١٧)مَعْنى إظْهارِ الشَّيْءِ، والحَقِيقَةُ غَيْرُهُ، كَقَوْلِكَ: ”تَقَيَّسْتُ“، أيْ: أظْهَرْتُ أنِّي قَيْسِيٌّ، فَإنَّما المَحْذُوفُ مِن ”تَتَفَعَّلُونَ“ اَلثّانِيَةُ، لِأنَّ الباقِيَ في الكَلِمَةِ مِن تَشْدِيدِ العَيْنِ مِن ”تَفَعَّلَ“، يَدُلُّ عَلى مَعْنى الكَلِمَةِ، ولَوْ حُذِفَتْ تاءُ اسْتِقْبالٍ، لَبَطَلَ مَعْنى الِاسْتِقْبالِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب