الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿قالَ اخْرُجْ مِنها مَذْءُومًا مَدْحُورًا﴾، مَعْنى ”مَذْؤُومٌ“، كَمَعْنى ”مَذْمُومٌ“، يُقالُ: ”ذَأمْتُهُ، أذْأمُهُ، ذَأْمًا“، إذا رَعَبْتَهُ، وذَمَمْتَهُ، ومَعْنى ”مَدْحُورًا“: مُبْعَدًا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ. (p-٣٢٥)وَقَوْلُهُ: ﴿لَمَن تَبِعَكَ مِنهُمْ﴾، هَذِهِ اللّامُ لامُ القَسَمِ، تَدْخُلُ تَوْطِئَةً لِلْأمْرِ، ”لَأمْلَأنَّ“، والكَلامُ بِمَعْنى الشَّرْطِ والجَزاءِ، كَأنَّهُ قِيلَ: ”مَن تَبِعَكَ أُعَذِّبْهُ“، فَدَخَلَتِ اللّامُ لِلْمُبالَغَةِ والتَّوْكِيدِ، ولامُ ”لَأمْلَأنَّ“، لامُ القَسَمِ، ولامُ ”مَن تَبِعَكَ“، تَوْطِئَةٌ لَها، ويَجُوزُ في الكَلامِ ”واللَّهِ مَن جاءَكَ لَأضْرِبَنَّهُ“، ولا يَجُوزُ ”واللَّهِ لَمَن جاءَكَ أضْرِبُهُ“، وأنْتَ تُرِيدُ ”لَأضْرِبَنَّهُ“، ولَكِنْ يَجُوزُ: ”واللَّهِ لَمَن جاءَكَ أضْرِبْهُ“، تُرِيدُ ”لَأضْرِبَنَّهُ“، وقالَ بَعْضُهم - في قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهم مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ ومِن خَلْفِهِمْ﴾ [الأعراف: ١٧] -: أيْ: لَأُغْوِيَنَّهم فِيما أُمِرُوا بِهِ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَعَنْ شَمائِلِهِمْ﴾ [الأعراف: ١٧]، أيْ: لَأُغْوِيَنَّهم فِيما نُهُوا عَنْهُ، والَّذِي أظُنُّهُ - واللَّهُ أعْلَمُ - عَلى هَذا المَذْهَبِ: ”إنِّي أُغْوِيهِمْ حَتّى يُكَذِّبُوا بِأُمُورِ الأُمَمِ السّالِفَةِ، بِالبَعْثِ“، كَما ذُكِرَ في هَذا، ومَعْنى: ﴿وَعَنْ أيْمانِهِمْ وعَنْ شَمائِلِهِمْ﴾ [الأعراف: ١٧] أيْ: لَأُضِلَّنَّهم فِيما يَعْقِلُونَ، لِأنَّ الكَسْبَ يُقالُ فِيهِ: ”ذَلِكَ بِما كَسَبَتْ يَداكَ“، وإنْ كانَتِ اليَدانِ لَمْ تَجْنِيا شَيْئًا، إلّا أنَّهُ يُقالُ لِكُلِّ ما عَمِلَهُ عامِلٌ: ”كَسَبَتْ يَداكَ“، لِأنَّ اليَدَيْنِ الأصْلُ في التَّصَرُّفِ، فَجُعِلَتا مَثَلًا لِجَمِيعِ ما عُمِلَ بِغَيْرِهِما، قالَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ﴾ [الحج: ١٠]، وقالَ: ﴿ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ﴾ [آل عمران: ١٨٢] (p-٣٢٦)وَقالَ: ﴿تَبَّتْ يَدا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ﴾ [المسد: ١]، ثُمَّ فَسَّرَ فَقالَ: ﴿ما أغْنى عَنْهُ مالُهُ وما كَسَبَ﴾ [المسد: ٢]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب