الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها﴾، أيْ: لَوْ شِئْنا أنْ نَحُولَ بَيْنَهُ وبَيْنَ المَعْصِيَةِ لَفَعَلْنا، ﴿وَلَكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرْضِ﴾، مَعْناهُ: ولَكِنَّهُ سَكَنَ إلى الدُّنْيا، يُقالُ: ”أخْلَدَ فُلانٌ إلى كَذا وكَذا“، و”خَلَدَ إلى كَذا وكَذا“، و”أخْلَدَ“، أكْثَرُ في اللُّغَةِ، والمَعْنى أنَّهُ سَكَنَ إلى لَذّاتِ الأرْضِ، واتَّبَعَ هَواهُ، أيْ: لَمْ يَرْفَعْهُ بِها، لِاتِّباعِهِ هَواهُ. وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ﴾، ضَرَبَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: بِالتّارِكِ لِآياتِهِ والعادِلِ عَنْها أحْسَنَ مَثَلٍ في أخَسِّ أحْوالِهِ، فَقالَ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ﴾، إذا كانَ الكَلْبُ لَهَثانَ، وذَلِكَ أنَّ الكَلْبَ إذا كانَ يَلْهَثُ فَهو لا يَقْدِرُ لِنَفْسِهِ عَلى ضَرٍّ ولا نَفْعٍ، لِأنَّ التَّمْثِيلَ بِهِ عَلى أنَّهُ يَلْهَثُ عَلى كُلِّ حالٍ، حَمَلْتَ عَلَيْهِ أوْ تَرَكْتَهُ، فالمَعْنى: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ لاهِثًا، ثُمَّ قالَ: ﴿ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا﴾
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب