الباحث القرآني

﴿فَأمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ﴾، ومَعْنى ﴿بِالطّاغِيَةِ﴾، عِنْدَ أهْلِ اللُّغَةِ: بِطُغْيانِهِمْ، و”فاعِلَةٌ“، قَدْ يَأْتِي بِمَعْنى المَصادِرِ، نَحْوَ ”عافِيَةٌ“، و”عاقِبَةٌ“، والَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَعْنى الآيَةِ - واللَّهُ أعْلَمُ - أنَّهم أُهْلِكُوا بِالرَّجْفَةِ الطّاغِيَةِ، كَما قالَ: (p-٢١٤)﴿وَأمّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٦]، يُقالُ لِلشَّيْءِ العَظِيمِ: ”عاتٍ“، و”عاتِيَةٌ“، وكَذَلِكَ أُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ، ودَلِيلُ الوَصْفِ بِالطُّغْيانِ في الشَّيْءِ العَظِيمِ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إنّا لَمّا طَغى الماءُ حَمَلْناكم في الجارِيَةِ﴾ [الحاقة: ١١]، فَوَصَفَ الماءَ بِالطُّغْيانِ لِمُجاوَزَتِهِ القَدْرَ في الكَثْرَةِ، وكَذَلِكَ أُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ، واللَّهُ أعْلَمُ. وَقَوْلُهُ: ﴿بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٦]، أيْ: بِرِيحٍ شَدِيدَةِ البَرْدِ جِدًّا، و”اَلصَّرْصَرُ“: شِدَّةُ البَرْدِ، و”صَرْصَرٌ“: مُتَكَرِّرٌ فِيها البَرْدُ، كَما تَقُولُ: ”قَدْ قَلْقَلْتُ الشَّيْءَ“، و”أقْلَلْتُ الشَّيْءَ“، إذا رَفَعْتَهُ مِن مَكانِهِ، إلّا أنَّ ”قَلْقَلْتُهُ“: رَدَدْتُهُ، أيْ: كَرَّرْتُ رَفْعَهُ، و”أقْلَلْتُهُ“: رَفَعْتُهُ، فَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلُ تَكْرِيرٍ، وكَذَلِكَ ”صَرْصَرٌ“، و”صَرٌّ“، و”صَلْصَلٌ“، و”صَلٌّ“، إذا سَمِعْتَ صَوْتَ الصَّرِيرِ غَيْرَ مُكَرِّرٍ، قُلْتَ: ”قَدْ صَرَّ، وصَلَّ“، فَإذا أرَدْتَ أنَّ الصَّوْتَ تَكَرَّرَ، قُلْتَ: ”قَدْ صَلْصَلَ“، و”صَرْصَرَ“.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب