الباحث القرآني

قَوْلُهُ: ﴿إنَّ مِن أزْواجِكم وأوْلادِكم عَدُوًّا لَكم فاحْذَرُوهُمْ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمّا أُمِرَ بِالهِجْرَةِ مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ أرادَ قَوْمٌ الهِجْرَةَ، فَقالَ لَهم أزْواجُهم وأوْلادُهُمْ: قَدْ صَبَرْنا لَكم عَلى مُفارَقَةِ الدِّينِ، ولا نَصْبِرُ لَكم عَلى مُفارَقَتِكُمْ، ومُفارَقَةِ الأمْوالِ، والمَساكِنِ، فَأعْلَمَ اللَّهُ تَعالى أنَّ مَن كانَ بِهَذِهِ الصُّورَةِ فَهو عَدُوٌّ، وإنْ كانَ ولَدًا، أوْ كانَتْ زَوْجَةً، ثُمَّ أمَرَ - عَزَّ وجَلَّ - بِالعَفْوِ، والصَّفْحِ، فَقالَ: ﴿وَإنْ تَعْفُوا وتَصْفَحُوا وتَغْفِرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (p-١٨٢)ثُمَّ أعْلَمَ أنَّ الأمْوالَ والأوْلادَ مِمّا يُفْتَتَنُ بِهِ، فَقالَ: ﴿إنَّما أمْوالُكم وأوْلادُكم فِتْنَةٌ واللَّهُ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التغابن: ١٥] ﴿فاتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦]، أيْ: ما أمْكَنَكُمُ الجِهادُ والهِجْرَةُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلا يَفْتِنَنَّكُمُ المَيْلُ إلى الأمْوالِ والأوْلادِ عَنْ ذَلِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب