الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَإذا رَأيْتَهم تُعْجِبُكَ أجْسامُهم وإنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾، كَأنَّهُ وصَفَهم بِتَمامِ الصُّوَرِ، وحُسْنِ الإبانَةِ، ثُمَّ أعْلَمَ أنَّهم في تَرْكِهِمُ التَّفَهُّمَ والِاسْتِبْصارَ، بِمَنزِلَةِ الخَشَبِ، فَقالَ: ﴿كَأنَّهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾، ويُقْرَأُ: ”خُشْبٌ مُسَنَّدَةٌ“، بِإسْكانِ الشِّينِ، فَمَن قَرَأ بِإسْكانِ الشِّينِ فَهو بِمَنزِلَةِ ”بَدَنَةٌ“، و”بُدْنٌ“، ومَن قالَ: ”خُشُبٌ“، بِضَمِّ الشِّينِ، فَهو بِمَنزِلَةِ ”ثَمَرَةٌ“، و”ثُمُرٌ“، ويَجُوزُ: ”خَشَبٌ مُسَنَّدَةٌ“، فَلا تَقْرَأْ بِها إلّا أنْ تَثْبُتَ بِها رِوايَةٌ، و”خَشَبَةٌ“، و”خَشَبٌ“، مِثْلُ ”شَجَرَةٌ“، و”شَجَرٌ“. وَقَوْلُهُ: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾، وصَفَهُمُ اللَّهُ تَعالى بِالجُبْنِ، ويَكُونُ أمْرُ كُلِّ مَن خاطَبَ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَإنَّما يُخاطِبُهُ في أمْرِهِمْ بِكَشْفِ نِفاقِهِمْ. وَقَوْلُهُ: ﴿هُمُ العَدُوُّ فاحْذَرْهُمْ﴾، أيْ: هُمُ العَدُوُّ الأدْنى، فاحْذَرْهم لِأنَّهم كانُوا أعْداءَ النَّبِيِّ ﷺ، ويُظْهِرُونَ أنَّهم مَعَهُ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿قاتَلَهُمُ اللَّهُ أنّى يُؤْفَكُونَ﴾، ومَعْنى ”أنّى يُؤْفَكُونَ“: مِن أيْنَ يُصْرَفُونَ عَنِ الحَقِّ إلى الباطِلِ؟!
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب