الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَإنْ تُطِعْ أكْثَرَ مَن في الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إنْ يَتَّبِعُونَ إلا الظَّنَّ وإنْ هم إلا يَخْرُصُونَ﴾، أعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّ أكْثَرَهم مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا أكابِرَهُمْ، لَيْسَ عِنْدَ أنْفُسِهِمْ أنَّهم عَلى بَصائِرَ، وأنَّهم إنَّما يَظُنُّونَ، ومِنهم مَن عانَدَ، ومَن يَعْلَمُ أنَّ النَّبِيَّ حَقٌّ. فَإنْ قالَ قائِلٌ: كَيْفَ يُعَذَّبُونَ وهم ظانُّونَ؟ وهَلْ يَجُوزُ أنْ يُعَذَّبَ مَن كَفَرَ وهو ظانٌّ، ومَن لَمْ يَكْفُرْ وهو عَلى يَقِينٍ؟ فالجَوابُ في هَذا أنَّ اللَّهَ - جَلَّ ثَناؤُهُ - قَدْ ذَكَرَ أنَّهُ يُعَذِّبُ عَلى الظَّنِّ، وذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَما خَلَقْنا السَّماءَ والأرْضَ وما بَيْنَهُما باطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ﴾ [ص: ٢٧]، والحُجَّةُ (p-٢٨٦)فِي هَذا أنَّهم عُذِّبُوا عَلى هَذا الظَّنِّ، لِأنَّهُمُ اتَّبَعُوا أهْواءَهُمْ، وتَرَكُوا التِماسَ البَصِيرَةِ مِن حَيْثُ يَجِبُ، واقْتَصَرُوا عَلى الظَّنِّ، والجَهْلِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب