الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿والحَبُّ ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ﴾، ويُقْرَأُ: ”والرَّيْحانَ“، وأكْثَرُ القِراءَةِ ﴿والرَّيْحانُ﴾، والعَصْفُ: ورَقُ الزَّرْعِ، ويُقالُ: اَلتِّبْنُ هو العَصْفُ، ويُقالُ: اَلْعَصْفَةُ، قالَ الشّاعِرُ: ؎تَسْقِي مَذانِبَ قَدْ مالَتْ عَصِيفَتُها ∗∗∗ آتِيُّها مِن أتِيِّ الماءِ مَطْمُومُ وَيُرْوى: ”بِأتِيِّ الماءِ“، ومَعْنى ﴿ذُو العَصْفِ والرَّيْحانُ﴾ ذُو الوَرَقِ والرِّزْقِ، العَرَبُ تَقُولُ: ”سُبْحانَ اللَّهِ ورَيْحانَهُ“، قالَ أهْلُ اللُّغَةِ: مَعْناهُ: ”واسْتِرْزاقَهُ“، قالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ: ؎سَلامُ الإلَهِ ورَيْحانُهُ ∗∗∗ ورَحْمَتُهُ وسَماءٌ دُرَرْ قالَ: مَعْنى ”رَيْحانُهُ“: رِزْقُهُ، ومَن قَرَأ: ”والرَّيْحانِ“، عَطَفَ عَلى ”اَلْعَصْفِ“، ومَن (p-٩٨)قَرَأ: ﴿والرَّيْحانُ﴾، عَطَفَ عَلى ﴿الحَبِّ﴾ [الأنعام: ٩٥]، ويَكُونُ المَعْنى: ”فِيهِما فاكِهَةٌ، فِيهِما الحَبُّ ذُو العَصْفِ، وفِيهِما الرَّيْحانُ، فَيَكُونُ“اَلرَّيْحانُ”، هَهُنا، اَلرَّيْحانَ الَّذِي يَشَمُّ، ويَكُونُ أيْضًا هَهُنا الرِّزْقَ، فَذَكَرَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - في هَذِهِ السُّورَةِ ما يَدُلُّ عَلى وحْدانِيَّتِهِ مِن خَلْقِ الإنْسانِ، وتَعْلِيمِ البَيانِ، ومِن خَلْقِ الشَّمْسِ والقَمَرِ والسَّماءِ والأرْضِ، ثُمَّ خاطَبَ الإنْسَ والجِنَّ، فَقالَ:“ فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ”، أيْ: فَبِأيِّ نِعَمِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مِن هَذِهِ الأشْياءِ المَذْكُورَةِ، لِأنَّها كُلَّها مُنْعَمٌ بِها عَلَيْكم في دَلالَتِها إيّاكم عَلى وحْدانِيَّتِهِ، وفي رِزْقِهِ إيّاكم ما بِهِ قِوامُكم والوَصْلَةُ إلى حَياتِكُمْ، و“اَلْآلاءُ”واحِدُها:“ألًى”، و“إلًى”، وكُلُّ ما في السُّورَةِ مِن قَوْلِهِ:“ فَبِأيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ "، فَمَعْناهُ عَلى ما فَسَّرْناهُ: فَبِأيِّ نِعَمِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟!
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب