الباحث القرآني

قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرى لِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقى السَّمْعَ وهو شَهِيدٌ﴾، وقُرِئَتْ: ”أوْ أُلْقِيَ السَّمْعُ“، ومَعْنى ”مَن كانَ لَهُ قَلْبٌ“، أيْ: مَن صَرَفَ قَلْبَهُ إلى التَّفَهُّمِ، ألا تَرى أنَّ قَوْلُهُ: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ [البقرة: ١٨]، أنَّهم لَمْ يَسْتَمِعُوا اسْتِماعَ مُتَفَهِّمٍ، مُسْتَرْشِدٍ، فَجُعِلُوا بِمَنزِلَةِ مَن لَمْ يَسْمَعْ؟ كَما قالَ الشّاعِرُ: (p-٤٩) ؎أصَمُّ عَمّا ساءَهُ سَمِيعُ وَمَعْنى ﴿أوْ ألْقى السَّمْعَ﴾، أيْ: اِسْتَمَعَ، ولَمْ يَشْغَلْ قَلْبَهُ بِغَيْرِ ما يَسْمَعُ، والعَرَبُ تَقُولُ: ”ألْقِ إلَيَّ سَمْعَكَ“، أيْ: اِسْتَمِعْ مِنِّي، ومَعْنى ﴿وَهُوَ شَهِيدٌ﴾، أيْ: وقَلْبُهُ فِيما يَسْمَعُ، وجاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّهُ يُعْنى بِهِ أهْلُ الكِتابِ، الَّذِينَ كانَتْ عِنْدَهم صِفَةُ النَّبِيِّ ﷺ، فالمَعْنى عَلى هَذا التَّفْسِيرِ: ﴿أوْ ألْقى السَّمْعَ وهو شَهِيدٌ﴾، أنَّ صِفَةَ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلامُ - في كِتابِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب