الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها﴾، أيْ: في التَّوْراةِ، ﴿أنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ والعَيْنَ بِالعَيْنِ﴾، ورُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ قَرَأ: ”والعَيْنُ بِالعَيْنِ“، والقِراءَةُ: ﴿والعَيْنَ بِالعَيْنِ والأنْفَ بِالأنْفِ والأُذُنَ بِالأُذُنِ والسِّنَّ بِالسِّنِّ والجُرُوحَ قِصاصٌ﴾ (p-١٧٩)بِالرَّفْعِ، والنَّصْبِ، جَمِيعًا، لا اخْتِلافَ بَيْنَ أهْلِ العَرَبِيَّةِ في ذَلِكَ، فَمَن قَرَأ: ”اَلْعَيْنَ بِالعَيْنِ“، أرادَ ”أنَّ العَيْنَ بِالعَيْنِ“، ومَن قَرَأ: ”والعَيْنُ بِالعَيْنِ“، فَرَفْعُهُ عَلى وجْهَيْنِ، عَلى العَطْفِ عَلى مَوْضِعِ ”اَلنَّفْسَ بِالنَّفْسِ“، والعامِلِ فِيها، المَعْنى: ”وَكَتَبْنا عَلَيْهِمُ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ“، أيْ: ”قُلْنا لَهم: اَلنَّفْسُ بِالنَّفْسِ“، ويَجُوزُ كَسْرُ ”إنَّ“، ولا أعْلَمُ أحَدًا قَرَأ بِها، فَلا تَقْرَأنَّ بِها إلّا أنْ تَثْبُتَ رِوايَةٌ صَحِيحَةٌ، ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ ”اَلْعَيْنُ بِالعَيْنِ“، ورَفْعُهُ عَلى الِاسْتِئْنافِ، وفِيها وجْهٌ آخَرُ، يَجُوزُ أنْ يَكُونَ عَطْفًا عَلى المُضْمَرِ في ”اَلنَّفْسَ“، لِأنَّ المُضْمَرَ في ”اَلنَّفْسَ“، في مَوْضِعِ رَفْعٍ، المَعْنى: ”أنَّ النَّفْسَ مَأْخُوذَةٌ هي بِالنَّفْسِ“، و”اَلْعَيْنُ“، مَعْطُوفَةٌ عَلى ”هي“ . وَقَوْلُهُ: ﴿فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهو كَفّارَةٌ لَهُ﴾، قالَ بَعْضُهم: مَن تَصَدَّقَ بِهِ، أيْ: بِحَقِّهِ، فَهو كَفّارَةٌ لِلْجارِحِ، إذا تَرَكَ المَجْرُوحُ حَقَّهُ رُفِعَ القِصاصُ عَنِ الجارِحِ، وقالَ بَعْضُهم: هو كَفّارَةٌ لِلْمَجْرُوحِ، أيْ: يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ بِعَفْوِهِ ما سَلَفَ مِن ذُنُوبِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب