الباحث القرآني

﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ﴾، اَلْخِطابُ لِلنَّبِيِّ ﷺ وخِطابٌ لِلنّاسِ، ولِأُمَّتِهِ، والمَعْنى يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ، ويَجُوزُ: ”لِيُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ“، وقَدْ قُرِئَ بِهِما جَمِيعًا، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ ”لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ“، خِطابًا لِلْمُؤْمِنِينَ، ولِلنَّبِيِّ جَمِيعًا، لِأنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَدْ آمَنَ بِاللَّهِ، وبِآياتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ. وَقَوْلُهُ ﴿شاهِدًا﴾ [الفتح: ٨]، حالٌ مُقَدَّرَةٌ، أيْ: يَكُونُ يَوْمَ القِيامَةِ، والبِشارَةُ والإنْذارُ حالٌ يَكُونُ النَّبِيُّ ﷺ مُلابِسًا لَها في الدُّنْيا، لِمَن شاهَدَهُ فِيها مِن أُمَّتِهِ، وحالٌ مُقَدَّرَةٌ لِمَن يَأْتِي بَعْدَهُ مِن أُمَّتِهِ إلى يَوْمِ القِيامَةِ، مِمَّنْ لَمْ يُشاهِدْهُ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ”مُقَدَّرَةً“، أنَّ الحالَ عِنْدَهُ في وقْتِ الإخْبارِ عَلى ضَرَبَيْنِ، حالٌ مُلابِسَةٌ، يَكُونُ المُخْبِرُ مُلابِسًا لَها في حِينِ إخْبارِهِ، وحالٌ مُقَدَّرَةٌ لِأنْ تُلابَسَ فى ثانٍ مِنَ الزَمانِ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ﴾، مَعْنى ”تُعَزِّرُوهُ“: تَنْصُرُوهُ، يُقالُ: ”عَزَّرْتُهُ، أُعَزِّرُهُ،، أيْ: نَصَرْتُهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وجاءَ في التَّفْسِيرِ:“لِتَنْصُرُوهُ بِالسَّيْفِ”، ويَجُوزُ:“وَتَعْزُرُوهُ”، يُقالُ:“عَزَرْتُهُ، أعْزُرُهُ، عَزْرًا”، و“عَزَّرْتُهُ، أُعَزِّرُهُ، عَزْرًا، وتَعْزِيرًا”، ونُصْرَةُ النَّبِيِّ ﷺ هي نُصْرَةُ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، ﴿وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأصِيلا﴾، (p-٢٢)فَهَذِهِ الهاءُ تَرْجِعُ عَلى اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، ومَعْنى“يُسَبِّحُونَ اللَّهَ”، أيْ: يُصَلُّونَ لَهُ، و“اَلتَّسْبِيحُ"، في اللُّغَةِ: تَعْظِيمُ اللَّهِ وتَنْزِيهُهُ عَنِ السُّوءِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب