الباحث القرآني

﴿سَيَقُولُ لَكَ المُخَلَّفُونَ مِنَ الأعْرابِ شَغَلَتْنا أمْوالُنا وأهْلُونا فاسْتَغْفِرْ لَنا﴾، بِإظْهارِ الرّاءِ عِنْدَ اللّامِ، وقَدْ رُوِيَتْ عَنْ أبِي عَمْرٍو: ”فاسْتَغْفِلَّنا“، بِالإدْغامِ، وكَذَلِكَ في قَوْلِهِ: ”يَغْفِلَّكُمْ“، ولا يُجِيزُ سِيبَوَيْهِ، والخَلِيلُ إدْغامَ الرّاءِ في اللّامِ، ولا يَحْكُونَ هَذِهِ اللُّغَةَ عَنْ أحَدٍ مِنَ العَرَبِ، ويَذْكُرُونَ أنَّ إدْغامَ الرّاءِ (p-٢٣)فِي اللّامِ غَيْرُ جائِزٍ، لِأنَّ الرّاءَ عِنْدَهم حَرْفٌ مُكَرَّرٌ، فَإذا أُدْغِمَ في اللّامِ بَطَلَ هَذا الإشْباعُ الَّذِي فِيهِ، وأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّ هَؤُلاءِ مُنافِقُونَ، فَقالَ: ﴿يَقُولُونَ بِألْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ﴾، وأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّهم تَخَلَّفُوا عَنِ الخُرُوجِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ بِظَنِّهِمْ ظَنَّ السَّوْءِ، فَأطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلى ذَلِكَ، قالَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ والمُؤْمِنُونَ إلى أهْلِيهِمْ أبَدًا وزُيِّنَ ذَلِكَ في قُلُوبِكم وظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ [الفتح: ١٢]، أيْ: ظَنَّ الفَسادِ، ﴿وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾ [الفتح: ١٢]، أيْ: هالِكِينَ عِنْدَ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، فاسِدِينَ في عِلْمِهِ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿شَغَلَتْنا أمْوالُنا﴾، أيْ: لَيْسَ لَنا مَن يَقُومُ بِها، ﴿وَأهْلُونا﴾، أيْ: وشَغَلَتْنا أهْلُونا، لَيْسَ لَنا مَن يَخْلُفُنا فِيهِمْ، ويَجُوزُ: ”وَأهْلُنا“، ولَكِنَّ القِراءَةَ المَشْهُورَةَ بِالواوِ، فَمَن قالَ: ”وَأهْلُونا“، فَهو جَمْعُ ”أهْلٌ“، و”أهْلُونَ“، ومَن قالَ: ”وَأهْلُنا“، فَهو يَتَضَمَّنُ الجَماعَةَ كُلَّها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب