الباحث القرآني

(p-١٩)سُورَةُ اَلْفَتْحِ مَدَنِيَّةٌ كُلُّها بِإجْماعٍ ﷽ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّهُ فَتْحُ الحُدَيْبِيَةِ، وكانَ هَذا الفَتْحُ عَنْ غَيْرِ قِتالٍ، قِيلَ: إنَّهُ كانَ عَنْ تَراضٍ بَيْنَ القَوْمِ، و”اَلْحُدَيْبِيَةُ“: بِئْرٌ، فَسُمِّيَ المَكانُ بِاسْمِ البِئْرِ، والفَتْحُ إنَّما هو الظَّفَرُ بِالمَكانِ، والمَدِينَةِ، والقَرْيَةِ، كانَ بِحَرْبٍ أوْ بِغَيْرِ حَرْبٍ، أوْ كانَ دُخُولَ عَنْوَةٍ، أوْ صُلْحٍ، فَهو فَتْحٌ، لِأنَّ المَوْضِعَ إنَّما يَكُونُ مُنْغَلِقًا، فَإذا صارَ في اليَدِ فَهو فَتْحٌ، ومَعْنى ”فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا“ - واللَّهُ أعْلَمُ -: هو الهِدايَةُ إلى الإسْلامِ، وجاءَ في التَّفْسِيرِ: قَضَيْنا لَكَ قَضاءً مُبِينًا، أيْ: حَكَمْنا لَكَ بِإظْهارِ دِينِ الإسْلامِ، والنُّصْرَةِ عَلى عَدُوِّكَ، وأكْثَرُ ما جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّهُ فَتْحُ الحُدَيْبِيَةِ، وكانَ في فَتْحِ الحُدَيْبِيَةِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ مِن آياتِ النَّبِيِّ ﷺ، وذَلِكَ أنَّها بِئْرٌ، فاسْتُقِيَ جَمِيعُ ما فِيها مِنَ الماءِ، حَتّى نَزَحَتْ، ولَمْ يَبْقَ فِيها ماءٌ، فَتَمَضْمَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ مَجَّهُ فِيها، فَدَرَّتِ البِئْرُ بِالماءِ، حَتّى شَرِبَ جَمِيعُ مَن كانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، ولَيْسَ يَخْرُجُ هَذا مِن مَعْنى ”فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا“، أنَّهُ يُعْنى بِهِ الهِدايَةُ إلى الإسْلامِ، ودَلِيلُ (p-٢٠)ذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ ويُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ويَهْدِيَكَ صِراطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: ٢]، فالمَعْنى: ”فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا في الدِّينِ لِتَهْتَدِيَ بِهِ أنْتَ والمُسْلِمُونَ“.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب