الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿أهم يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾، (p-٤١٠)أيْ: ”قَوْلُهُمْ: لِمَ لَمْ يُنَزَّلْ هَذا القُرْآنُ عَلى غَيْرِ مُحَمَّدٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - اعْتِراضٌ مِنهُمْ، ولَيْسَ تَفَضُّلُ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -، يَقْسِمُهُ غَيْرُهُ، ولَمّا أتى النَّبِيُّ ﷺ بِالرِّسالَةِ، قالَتِ العَرَبُ - أوْ أكْثَرُها -: كَيْفَ لَمْ يُرْسِلِ اللَّهُ مَلَكًا؟! وكَيْفَ أرْسَلَ اللَّهُ بَشَرًا؟! فَقالَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَما أرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ إلا رِجالا نُوحِي إلَيْهِمْ مِن أهْلِ القُرى﴾ [يوسف: ١٠٩]، وقالَ: ﴿أكانَ لِلنّاسِ عَجَبًا أنْ أوْحَيْنا إلى رَجُلٍ مِنهُمْ﴾ [يونس: ٢]، فَلَمّا سَمِعُوا أنَّ الرِّسالَةَ كانَتْ في رِجالٍ مِن أهْلِ القُرى قالُوا:“ لَوْلا نُزِّلَ عَلى أحَدِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ”، وقالَ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿أهم يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهم مَعِيشَتَهم في الحَياةِ الدُّنْيا ورَفَعْنا بَعْضَهم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ﴾، فَكَما فَضَّلْنا بَعْضَهم عَلى بَعْضٍ في الرِّزْقِ، وفي المَنزِلَةِ، كَذَلِكَ اصْطَفَيْنا لِلرِّسالَةِ مَن نَشاءُ. وَقَوْلُهُ: ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهم بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾، و“ سِخْرِيًّا ”، أيْ: لِيَسْتَعْمِلَ بَعْضُهم بَعْضًا، ويَسْتَخْدِمَ بَعْضُهم بَعْضًا، وقِيلَ:“ سِخْرِيًّا ": أيْ، يَتَّخِذُ بَعْضُهم بَعْضًا عَبِيدًا، ثُمَّ أعْلَمَ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّ الآخِرَةَ أحَظُّ مِنَ الدُّنْيا، فَقالَ: ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ﴾ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب