الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿ألَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الكِتابِ﴾، يَعْنِي بِهِ عُلَماءَ اليَهُودِ، أيْ: أُعْطُوا عِلْمَ أمْرِ النَّبِيِّ ﷺ فَكَتَمُوهُ، ﴿يُؤْمِنُونَ بِالجِبْتِ والطّاغُوتِ﴾، قالَ أهْلُ اللُّغَةِ: كُلُّ مَعْبُودٍ مِن دُونِ اللَّهِ فَهو جِبْتٌ، وطاغُوتٌ، وقِيلَ: اَلْجِبْتُ والطّاغُوتُ: اَلْكَهَنَةُ، والشَّياطِينُ، وقِيلَ في بَعْضِ التَّفْسِيرِ: اَلْجِبْتُ والطّاغُوتُ هَهُنا: حُيَيُّ بْنُ أخْطَبَ، وكَعْبُ بْنُ الأشْرَفِ، اليَهُودِيّانِ، وهَذا غَيْرُ خارِجٍ عَمّا قالَ أهْلُ اللُّغَةِ، لِأنَّهُ إذا اتَّبَعُوا أمْرَهُما فَقَدْ أطاعُوهُما مِن دُونِ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ -. وَقَوْلُهُ: ﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلا﴾، وهَذا بُرْهانٌ، ودَلِيلٌ عَلى مُعانَدَةِ اليَهُودِ، لِأنَّهم زَعَمُوا أنَّ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا بِشَيْءٍ مِنَ الكُتُبِ وعِبادَةِ الأصْنامِ، أهْدى طَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ يُجامِعُونَهم عَلى كَثِيرٍ مِمّا يُصَدِّقُونَ بِهِ، وهَذا عِنادٌ بَيِّنٌ. وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿سَبِيلا﴾، (p-٦٢)مَنصُوبٌ عَلى التَّمْيِيزِ، كَما تَقُولُ: ”هَذا أحْسَنُ مِنكَ وجْهًا“، و”هَذا أجْوَدُ مِنكَ ثَوْبًا“، لِأنَّكَ في قَوْلِكَ: ”هَذا أجْوَدُ مِنكَ“، قَدْ أبْهَمْتَ الشَّيْءَ الَّذِي فَضَّلْتَهُ بِهِ، إلّا أنْ تُرِيدَ أنَّ جُمْلَتَهُ أجْوَدُ مِن جُمْلَتِكَ، فَتَقُولَ: ”هَذا أجْوَدُ مِنكَ“، وتُمْسِكَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب