الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَكُمُ﴾، قالَ بَعْضُهم: اَلسُّفَهاءُ: اَلنِّساءُ والصِّبْيانُ، وقالَ بَعْضُهم: اَلسُّفَهاءُ: اَلْيَتامى، و”اَلسُّفَهاءُ“: يَدُلُّ عَلى أنَّهُ لا يَعْنِي بِهِ النِّساءَ وحْدَهُنَّ، لِأنَّ النِّساءَ أكْثَرُ ما يُسْتَعْمَلُ فِيهِنَّ جَمْعُ ”سَفِيهَةٌ“، وهو ”سَفائِهِ“، ويَجُوزُ ”سُفَهاءُ“، كَما يُقالُ: ”فَقِيرَةٌ“، و”فُقَراءُ“، وقالَ بَعْضُهم: مَعْناهُ: لا تَهَبُوا لِلسُّفَهاءِ أمْوالَكُمْ، وهَذا عِنْدِي - واللَّهُ أعْلَمُ - غَيْرُ جائِزٍ - كَذَلِكَ قالَ أصْحابُنا البَصْرِيُّونَ -، بَلِ السَّفِيهُ أحَقُّ بِالهِبَةِ، لِتَعَذُّرِ الكَسْبِ عَلَيْهِ، ولَوْ مُنِعْنا مِنَ الهِبَةِ لَهُمْ، لَما جازَ أنْ نُوَرِّثَهُمْ، وإنَّما مَعْنى ”وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَكم“: لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَهُمْ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وارْزُقُوهم فِيها واكْسُوهُمْ﴾ . وَقَوْلُهُ: ﴿فَإنْ آنَسْتُمْ مِنهم رُشْدًا فادْفَعُوا إلَيْهِمْ أمْوالَهُمْ﴾ [النساء: ٦]، وإنَّما قِيلَ: ”أمْوالَكم“، لِأنَّ مَعْناهُ: ”اَلشَّيْءَ الَّذِي بِهِ قِوامُ أمْرِكم“، كَما قالَ اللَّهُ: ﴿ثُمَّ أنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: ٨٥]، ولَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ مِنهم يَقْتُلُ نَفْسَهُ، (p-١٤)وَلَكِنْ كانَ بَعْضُهم يَقْتُلُ بَعْضًا، أيْ: تَقْتُلُونَ الجِنْسَ الَّذِي هو جِنْسُكُمْ، وقُرِئَتْ: ”اَللّاتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكم قِيامًا“، و”قِيَمًا“، يُقالُ: ”هَذا قِوامُ الأمْرِ ومِلاكُهُ“، اَلْمَعْنى: اَلَّتِي جَعَلَها اللَّهُ تُقِيمُكُمْ، فَتَقُومُونَ بِها قِيامًا، فَهو راجِعٌ إلى هَذا، والمَعْنى: جَعَلَها اللَّهُ قَيِّمَةَ الأشْياءِ، فَبِها يَقُومُ أمْرُكم. ﴿وَقُولُوا لَهم قَوْلا مَعْرُوفًا﴾، أيْ: عَلِّمُوهم - مَعَ إطْعامِكم إيّاهُمْ، وكِسْوَتِكم إيّاهم - أمْرَ دِينِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب