الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿إنّا أوْحَيْنا إلَيْكَ كَما أوْحَيْنا إلى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ﴾، هَذا جَوابٌ لَهم حِينَ سَألُوا النَّبِيَّ ﷺ أنْ يُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتابًا مِنَ السَّماءِ، وقَدْ جَرى ذِكْرُ ذَلِكَ قَبْلَ هَذِهِ الآيَةِ، وهو قَوْلُهُ: ﴿يَسْألُكَ أهْلُ الكِتابِ أنْ تُنَـزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتابًا مِنَ السَّماءِ﴾ [النساء: ١٥٣]، فَأعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ أنَّ شَأْنَهُ في الوَحْيِ كَشَأْنِ الأنْبِياءِ الَّذِينَ سَلَفُوا قَبْلَهُ، وهَذا احْتِجاجٌ عَلَيْهِمْ، فَقالَ: ﴿إنّا أوْحَيْنا إلَيْكَ كَما أوْحَيْنا إلى نُوحٍ والنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ﴾، وسائِرِ الأنْبِياءِ الَّذِينَ ذُكِرُوا في هَذِهِ الآيَةِ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا﴾، اَلْقِراءَةُ فِيهِ بِفَتْحِ الزّايِ، وضَمِّها، وأكْثَرُ القُرّاءِ عَلى فَتْحِ الزّايِ، وقَدْ قَرَأتْ جَماعَةٌ: ”زُبُورًا“، بِضَمِّ الزّايِ، مِنهُمُ الأعْمَشُ، وحَمْزَةُ، فَمَن قَرَأ: ”زَبُورًا“، بِفَتْحِ الزّايِ، فَمَعْناهُ: ”كِتابًا“، وهَذا الوَجْهُ عِنْدَ أهْلِ اللُّغَةِ، لِأنَّ الآثارَ كَذا جاءَتْ ”زَبُورُ داوُدَ“، كَما جاءَ ”تَوْراةُ مُوسى“، و”إنْجِيلُ عِيسى“ . (p-١٣٣)وَمَن قَرَأ: ”زُبُورًا“، بِضَمِّ الزّايِ، فَمَعْناهُ: ”وَآتَيْناهُ كُتُبًا“، جَمْعَ ”زَبْرٌ“، و”زُبُورٌ“، ويُقالُ: ”ذَبَرْتُ الكِتابَ، أذْبُرُهُ، ذَبْرًا“، إذا كَتَبْتُ، و”ذَبَرْتُ، أذْبُرُ، ذَبْرًا“، و”أذْبِرُ“، إذا قَرَأْتُ، و”اَلزَّبْرُ“: في اللُّغَةِ: إحْكامُ العَمَلِ في البِئْرِ خاصَّةً، تَقُولُ: ”بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ“، إذا كانَتْ مَطْوِيَّةً بِالحِجارَةِ، و”اَلزَّبْرُ“: إحْكامُ الكِتابِ، وقَوْلُ الشّاعِرِ: ؎هَوْجاءُ لَيْسَ لِلُبِّها زَبْرُ يَصِفُ رِيحًا، جَعَلَ هَذا مَثَلًا لَها، كَأنَّهُ قالَ: لَيْسَ لِشَأْنِها قُوَّةٌ في الِاسْتِواءِ. وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ﴾ [الكهف: ٩٦]، واحِدُها ”زُبْرَةٌ“، وهي قِطَعُ الحَدِيدِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب