الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿وَإنْ مِن أهْلِ الكِتابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾، اَلْمَعْنى: وما مِنهم مِن أحَدٍ إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ، وكَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿وَإنْ مِنكم إلا وارِدُها﴾ [مريم: ٧١]، اَلْمَعْنى: ما مِنكم أحَدٌ إلّا وارِدُها، وكَذَلِكَ: ﴿وَما مِنّا إلا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات: ١٦٤]، اَلْمَعْنى: وما مِنّا أحَدٌ إلّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ، ومِثْلُهُ قَوْلُ الشّاعِرِ: ؎لَوْ قُلْتَ ما في قَوْمِها لَمْ تَيْثَمِ ∗∗∗ يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ اَلْمَعْنى ما في قَوْمِها أحَدٌ يَفْضُلُها، فالمَعْنى: لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، فالهاءُ في ”مَوْتِهِ“، راجِعَةٌ عَلى (p-١٣٠)كافِرٍ، في بَعْضِ الأقاوِيلِ، وقَدْ قِيلَ: ما مِن أحَدٍ إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِعِيسى مِمَّنْ كَفَرَ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، لِأنَّ المَيِّتَ قَبْلَ مَوْتِهِ يُعايِنُ عَمَلَهُ، فَيَعْلَمُ صالِحَهُ مِن طالِحِهِ، وكُلُّ كافِرٍ إذا عايَنَ آمَنَ بِكُلِّ نَبِيٍّ كَفَرَ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ، وقالُوا - في الهاءِ، في قَوْلِهِ: ﴿لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾، أيْ: بِعِيسى، وقالَ بَعْضُهم: بِمُحَمَّدٍ ﷺ، والقَوْلانِ واحِدٌ، لِأنَّ مَن كَفَرَ بِنَبِيٍّ عايَنَ قَبْلَ مَوْتِهِ أنَّهُ كانَ عَلى ضَلالٍ، وآمَنَ حَيْثُ لا يَنْفَعُهُ الإيمانُ، وقالَ بَعْضُهم: ”إلّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ“، أيْ: سَيُؤْمِنُ بِعِيسى إذا نَزَلَ لِقَتْلِ المَسِيخِ الدَّجّالِ، وهَذا بَعِيدٌ في اللُّغَةِ، لِأنَّهُ قالَ: ﴿وَإنْ مِن أهْلِ الكِتابِ إلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾، والَّذِينَ يَبْقَوْنَ إلى ذَلِكَ الوَقْتِ إنَّما هم شِرْذِمَةٌ مِنهُمْ، ولَكِنَّهُ يُحْتَمَلُ أنَّهم كُلُّهم يَقُولُونَ: إنَّ عِيسى الَّذِي يَنْزِلُ لِقَتْلِ الدَّجّالِ، نَحْنُ نُؤْمِنُ، فَيَجُوزُ عَلى هَذا، واللَّهُ أعْلَمُ بِحَقِيقَتِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب