الباحث القرآني

﴿أنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ﴾، أيْ: يا نَدَمًا، وحَرْفُ النِّداءِ يَدُلُّ عَلى تَمَكُّنِ القِصَّةِ مِن صاحِبِها، إذا قالَ القائِلُ: ”يا حَسْرَتاهُ“، و”يا ويْلاهُ“، فَتَأْوِيلُهُ: ”الحَسْرَةُ والوَيْلُ قَدْ حَلَّ بِهِ، وأنَّهُما لازِمانِ لَهُ غَيْرُ مُفارِقَيْنِ“، ويَجُوزُ: ”يا حَسْرَتِي“، وزَعَمَ الفَرّاءُ أنَّهُ يَجُوزُ: ”يا حَسْرَتاهُ عَلى كَذا وكَذا“، بِفَتْحِ الهاءِ، و”يا حَسْرَتاهُ“، بِالكَسْرِ والضَّمِّ، والنَّحْوِيُّونَ أجْمَعُونَ لا يُجِيزُونَ أنْ تَثْبُتَ هَذِهِ الهاءُ في الوَصْلِ، وزَعَمَ أنَّهُ أنْشَدَهُ مِن بَنِي فَقْعَسٍ رَجُلٌ مِن بَنِي أسَدٍ: ؎يا رَبُّ يا رَبّاهُ إيّاكَ أسَلْ ∗∗∗ عَفْراءَ يا رَبّاهُ مِن قَبْلِ الأجَلْ وَأنْشَدَهُ أيْضًا: (p-٣٥٩) ؎يا مَرْحَباهِ بِحَمّارِ ناجِيَةٍ والَّذِي أعْرِفُ أنَّ الكُوفِيِّينَ يُنْشِدُونَ: ؎يا مَرْحَباهُ بِجَمّارِ ناجِيَةٍ قالَ أبُو إسْحاقَ: ولا أدْرِي لِمَ اسْتَشْهَدَ بِهَذا، ولَمْ يُقْرَأْ بِهِ قَطُّ، ولا يَنْفَعُ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ شَيْئًا، وهو خَطَأٌ، ومَعْنى ”أنْ تَقُولَ نَفْسٌ“: ”خَوْفَ أنْ تَقُولَ نَفْسٌ“، و”كَراهَةَ أنْ تَقُولَ نَفْسٌ“، اَلْمَعْنى: ”اِتَّبِعُوا أحْسَنَ ما أُنْزِلَ خَوْفًا أنْ تَصِيرُوا إلى حالٍ يُقالُ فِيها هَذا القَوْلُ، وهي حالُ النَّدامَةِ“، ومَعْنى ”عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّهِ“: ”في أمْرِ اللَّهِ“، أيْ: ”فَرَّطْتُ في الطَّرِيقِ الَّذِي هو طَرِيقُ اللَّهِ الَّذِي دَعانِي إلَيْهِ، وهو تَوْحِيدُهُ والإقْرارُ بِنُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ“ . ﴿وَإنْ كُنْتُ لَمِنَ السّاخِرِينَ﴾، أيْ: ”وَما كُنْتُ إلّا مِنَ المُسْتَهْزِئِينَ“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب