الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ أنْـزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ في الأرْضِ﴾، جاءَ في التَّفْسِيرِ أنَّ كُلَّ ما في الأرْضِ فابْتِداؤُهُ مِنَ السَّماءِ، ومَعْنى ”يَنابِيعَ“: اَلْأمْكِنَةَ الَّتِي يَنْبُعُ مِنها الماءُ، وواحِدُ ”اَلْيَنابِيعُ“، ”يَنْبُوعٌ“، وتُقَدِّرُهُ ”يَفْعُولٌ“، مِن ”نَبَعَ، يَنْبُعُ“ . ﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهم لَهم غُرَفٌ مِن فَوْقِها غُرَفٌ﴾ [الزمر: ٢٠]، مَنازِلُ في الجَنَّةِ رَفِيعَةٌ، وفَوْقَها مَنازِلُ أرْفَعُ مِنها، ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ [الزمر: ٢٠]، اَلْقِراءَةُ النَّصْبُ، ويَجُوزُ: ”وَعْدُ اللَّهِ“، فَمَن نَصَبَ - وهي القِراءَةُ - فَبِمَعْنى: ”لَهم غُرَفٌ لِأنَّ المُرادَ وعَدَهُمُ اللَّهُ غُرَفًا وعْدًا“، فَـ ”وَعْدُ اللَّهِ“، مَنصُوبٌ عَلى المَصْدَرِ، ومَن رَفَعَ فالمَعْنى: ”ذَلِكَ وعْدُ اللَّهِ“ . وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا ألْوانُهُ﴾، ”ألْوانُهُ“: خُضْرَةٌ، وصُفْرَةٌ، وحُمْرَةٌ، وبَياضٌ، وغَيْرُ ذَلِكَ، ﴿ثُمَّ يَهِيجُ﴾، قالَ الأصْمَعِيُّ: يُقالُ لِلنَّبْتِ إذا تَمَّ جَفافُهُ: ”قَدْ هاجَ، يَهِيجُ، هَيْجًا“ . (p-٣٥١)﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطامًا﴾، ”اَلْحُطامُ“: ما تَفَتَّتَ وتَكَسَّرَ مِنَ النَّبْتِ وغَيْرِهِ، ومِثْلُ ”اَلْحُطامُ“: ”اَلرُّفاتُ“، و”اَلدَّرِينُ“، ﴿إنَّ في ذَلِكَ لَذِكْرى لأُولِي الألْبابِ﴾، أيْ: تَفَكُّرٌ لِذَوِي العُقُولِ، فَيَذْكُرُونَ ما لَهم في هَذا مِنَ الدَّلالَةِ عَلى تَوْحِيدِ اللَّهِ - جَلَّ وعَزَّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب