الباحث القرآني

﴿وَجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا﴾، و”سُدًّا“، بِالفَتْحِ والضَّمِ، ومَعْناهُما واحِدٌ، وقَدْ قِيلَ: ”اَلسَّدُّ“، فِعْلُ الإنْسانِ، و”اَلسُّدُّ“، خِلْقَةُ المَسْدُودِ، وفِيهِ وجْهانِ: أحَدُهُما قَدْ جاءَ في التَّفْسِيرِ، وهو أنَّ قَوْمًا أرادُوا بِالنَّبِيِّ ﷺ سُوءًا، فَحالَ اللَّهُ بَيْنَهم وبَيْنَ ذَلِكَ، فَجُعِلُوا بِمَنزِلَةِ مَن هَذِهِ حالُهُ، فَجُعِلُوا بِمَنزِلَةِ مَن غُلَّتْ يَمِينُهُ، وسُدَّ طَرِيقُهُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ، ومِن خَلْفِهِ، وجُعِلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةٌ، وهو مَعْنى: ﴿فَأغْشَيْناهُمْ﴾، ويُقْرَأُ: ”فَأعْشَيْناهم“، بِالعَيْنِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، فَحالَ اللَّهُ بَيْنَهم وبَيْنَ رَسُولِهِ، وكانَ في هَؤُلاءِ أبُو جَهْلٍ، فِيما يُرْوى، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ وصَفَ إضْلالَهُمْ، فَقالَ: ﴿إنّا جَعَلْنا في أعْناقِهِمْ أغْلالا فَهي إلى الأذْقانِ﴾ [يس: ٨]، أيْ: أضْلَلْناهُمْ، فَأمْسَكْنا أيْدِيَهم عَنِ النَّفَقَةِ في سَبِيلِ اللَّهِ، والسَّعْيِ فِيما يُقَرِّبُ إلى اللَّهِ، ﴿وَجَعَلْنا مِن بَيْنِ أيْدِيهِمْ سَدًّا ومِن خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾، كَما قالَ: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ﴾ [البقرة: ٧]، اَلْآيَةَ، والدَّلِيلُ عَلى هَذا قَوْلُهُ: ﴿وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أأنْذَرْتَهم أمْ لَمْ تُنْذِرْهم لا يُؤْمِنُونَ﴾ [يس: ١٠]، لِأنَّ مَن أضَلَّهُ اللَّهُ هَذا الإضْلالَ لَمْ يَنْفَعْهُ الإنْذارُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب