الباحث القرآني

(p-٢١٨)وَقَوْلُهُ: ﴿إذْ جاءُوكم مِن فَوْقِكم ومِن أسْفَلَ مِنكُمْ﴾، جاءَتْ قُرَيْظَةُ مِن فَوْقِهِمْ، وجاءَتْ قُرَيْشٌ وغَطَفانُ مِن ناحِيَةِ مَكَّةَ، مِن أسْفَلَ مِنهُمْ. وَقَوْلُهُ: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا﴾، اخْتَلَفَ القُرّاءُ فِيها، فَقَرَأ بَعْضُهم بِإثْباتِ الألِفِ في الوَقْفِ والوَصْلِ، وقَرَأ بَعْضُهُمْ: ”اَلظُّنُونَ“، بِغَيْرِ ألِفٍ في الوَصْلِ، وبِألِفٍ في الوَقْفِ، وقَرَأ أبُو عَمْرٍو: ”اَلظُّنُونَ“، بِغَيْرِ ألِفٍ في الوَصْلِ، والوَقْفِ، والَّذِي عَلَيْهِ حُذّاقُ النَّحْوِيِّينَ، والمُتَّبِعُونَ السُّنَّةَ مِن حُذّاقِهِمْ، أنْ يَقْرَؤُوا: ”اَلظُّنُونا“، ويَقِفُونَ عَلى الألِفِ، ولا يَصِلُونَ، وإنَّما فَعَلُوا ذَلِكَ لِأنَّ أواخِرَ الآياتِ عِنْدَهم فَواصِلُ، ويُثْبِتُونَ في آخِرِها في الوَقْفِ ما قَدْ يُحْذَفُ مِثْلُهُ في الوَصْلِ، وهَؤُلاءِ يَتَّبِعُونَ المُصْحَفَ، ويَكْرَهُونَ أنْ يَصِلُوا، ويُثْبِتُوا الألِفَ، لِأنَّ الآخِرَ لَمْ يَقِفُوا عَلَيْهِ، فَيُجْرُوهُ مُجْرى الفَواصِلِ، ومِثْلُ هَذا مِن كَلامِ العَرَبِ في القَوافِي: أقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابا فَأثْبَتَ الألِفَ، لِأنَّها في مَوْضِعِ فاصِلَةٍ، وهي القافِيَةُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب