الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَمَكَرُوا ومَكَرَ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ الماكِرِينَ﴾، (p-٤١٩)”اَلْمَكْرُ“، مِنَ الخَلائِقِ: خِبٌّ، وخِداعٌ، والمَكْرُ مِنَ اللَّهِ: اَلْمُجازاةُ عَلى ذَلِكَ، فَسُمِّيَ بِاسْمِ ذَلِكَ لِأنَّهُ مُجازاةُ عَلَيْهِ، كَما قالَ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ﴾ [البقرة: ١٥]، فَجَعَلَ مُجازاتَهم عَلى الِاسْتِهْزاءِ بِالعَذابِ لَفْظُهُ لَفْظَ الِاسْتِهْزاءِ، وكَما قالَ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها﴾ [الشورى: ٤٠]، فالأُولى سَيِّئَةٌ، والمُجازاةُ عَلَيْها سُمِّيَتْ بِاسْمِها، ولَيْسَتْ في الحَقِيقَةِ سَيِّئَةً، وجائِزٌ أنْ يَكُونَ مَكْرُ اللَّهِ اسْتِدْراجَهم مِن حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، لِأنَّ اللَّهَ سَلَّطَ عَلَيْهِمْ فارِسَ، فَغَلَبَتْهُمْ، وقَتَلَتْهُمْ، والدَّلِيلُ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿الم﴾ [الروم: ١] ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ [الروم: ٢] ﴿فِي أدْنى الأرْضِ﴾ [الروم: ٣]، وقِيلَ في التَّفْسِيرِ أيْضًا: إنَّ مَكْرَ اللَّهِ بِهِمْ كانَ في أمْرِ عِيسى، أنَّهُ ﷺ كانَ في بَيْتٍ فِيهِ كُوَّةٌ، فَدَخَلَ رَجُلٌ لِيَقْتُلَهُ، ورُفِعَ عِيسى مِنَ البَيْتِ، وخَرَجَ الرَّجُلُ في شَبَهِهِ يُخْبِرُهم أنَّهُ لَيْسَ في البَيْتِ، فَقَتَلُوهُ، وجُمْلَةُ المَكْرِ مِنَ اللَّهِ: مُجازاتُهم عَلى ما فَعَلُوا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب