الباحث القرآني

﴿إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنهُ﴾، سَمّى اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - عِيسى ”اَلْمَسِيحَ“، وسَمّاهُ ”عِيسى“، وسُمِّيَ ابْتِداءَ أمْرِهِ ”كَلِمَةً مِنهُ“، فَهو ﷺ كَلِمَةٌ مِنَ اللَّهِ ألْقاها إلى مَرْيَمَ، ثُمَّ كَوَّنَ تِلْكَ الكَلِمَةَ بَشَرًا. وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿اسْمُهُ﴾، وإنَّما جَرى ذِكْرُ الكَلِمَةِ، لِأنَّ مَعْنى الكَلِمَةِ مَعْنى (p-٤١٢)الوَلَدِ، المَعْنى: ”إنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِهَذا الوَلَدِ“، ﴿وَجِيهًا في الدُّنْيا والآخِرَةِ﴾، ”وَجِيهًا“، مَنصُوبٌ عَلى الحالِ، والوَجِيهُ: اَلَّذِي لَهُ المَنزِلَةُ الرَّفِيعَةُ عِنْدَ ذَوِي القَدْرِ والمَعْرِفَةِ، ويُقالُ: ”قَدْ وجُهَ الرَّجُلُ، يَوْجُهُ، وجاهَةً“، و”لِفُلانٍ جاهٌ عِنْدَ النّاسِ، ووَجاهَةٌ عِنْدَ النّاسِ“، أيْ: مَنزِلَةٌ رَفِيعَةٌ، وقالَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ: ”وَجِيهًا“، مَنصُوبٌ عَلى القَطْعِ مِن ”عِيسى“، و”قَطْعٌ“، هَهُنا، كَلِمَةُ مُحالٍ، لِأنَّهُ إنَّما بُشِّرَ بِهِ في هَذِهِ الحالِ، أيْ: في حالِ فَضْلِهِ، فَكَيْفَ يَكُونُ قَطْعُها مِنهُ، ولَمْ يَقُلْ لِمَ نُصِبَ هَذا القَطْعُ، فَإنْ كانَ القَطْعُ إنَّما هو مَعْنًى، فَلَيْسَ ذَلِكَ المَعْنى مَوْجُودًا في هَذا اللَّفْظِ، وإنْ كانَ القَطْعُ هو العامِلَ، فَما بَيَّنَ ما هُوَ، وإنْ كانَ أرادَ أنَّ الألِفَ واللّامَ قُطِعا مِنهُ، فَهَذا مُحالٌ، لِأنَّ جَمِيعَ الأحْوالِ نَكِراتٌ، والألِفُ واللّامُ لِمَعْهُودٍ، فَكَيْفَ يُقْطَعُ مِنَ الشَّيْءِ ما لَمْ يَكُنْ فِيهِ قَطُّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب