الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ﴾، اَلْقِراءَةُ بِضَمِّ التّاءِ، ويَجُوزُ في اللُّغَةِ: ”تَحِبُّونَ“، ولَكِنَّ الأكْثَرَ ”تُحِبُّونَ“، لِأنَّ ”حَبَبْتُ“، قَلِيلَةٌ في اللُّغَةِ، وزَعَمَ الكِسائِيُّ أنَّها لُغَةٌ قَدْ ماتَتْ فِيما يَحْسَبُ، ومَعْنى: ”تُحِبُّونَ اللَّهَ“، أيْ: تَقْصِدُونَ طاعَتَهُ، وتَرْضَوْنَ بِشَرائِعِهِ، والمَحَبَّةُ عَلى ضُرُوبٍ، فالمَحَبَّةُ مِن جِهَةِ المَلاذِّ في المَطْعَمِ، والمَشْرَبِ، والنِّساءِ، والمَحَبَّةُ مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ عَفْوُهُ عَنْهُمْ، وإنْعامُهُ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِهِ، ومَغْفِرَتِهِ، وحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْهِمْ، ومَحَبَّةُ الإنْسانِ لِلَّهِ ولِرَسُولِهِ طاعَتُهُ لَهُما، ورِضاهُ بِما أمَرَ اللَّهُ بِهِ، وأتى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. (p-٣٩٨)وَقَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿يَغْفِرْ لَكم ذُنُوبَكُمْ﴾ [الصف: ١٢]، اَلْقِراءَةُ بِإظْهارِ الرّاءِ مَعَ اللّامِ، وزَعَمَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أنَّ الرّاءَ تُدْغَمُ مَعَ اللّامِ، فَيَجُوزُ ”وَيَغْفِر لَّكم“، وهَذا خَطَأٌ فاحِشٌ، ولا أعْلَمُ أحَدًا قَرَأ بِهِ غَيْرَ أبِي عَمْرِو بْنِ العَلاءِ، وأحْسَبُ الَّذِينَ رَوَوْا عَنْ أبِي عَمْرٍو إدْغامَ الرّاءِ في اللّامِ غالِطِينَ، وهو خَطَأٌ في العَرَبِيَّةِ، لِأنَّ اللّامَ تُدْغَمُ في الرّاءِ، والنُّونُ تُدْغَمُ في الرّاءِ، نَحْوَ قَوْلِكَ: ”هَل رَّأيْتَ؟“، و”مَن رَّأيْتَ؟“، ولا تُدْغَمُ الرّاءَ في اللّامِ إذا قُلْتَ: ”مُرْ لِي بِشَيْءٍ“، لِأنَّ الرّاءَ حَرْفٌ مُكَرَّرٌ، فَلَوْ أُدْغِمَتْ في اللّامِ ذَهَبَ التَّكْرِيرُ، وهَذا إجْماعُ النَّحْوِيِّينَ المَوْثُوقِ بِعِلْمِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب