الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ ونَحْنُ أغْنِياءُ﴾، هَؤُلاءِ رُؤَساءُ أهْلِ الكِتابِ، لَمّا نَزَلَتْ ﴿مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أضْعافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: ٢٤٥]، (p-٤٩٤)قالُوا: نَرى أنَّ إلَهَ مُحَمَّدٍ يَسْتَقْرِضُ مِنّا، فَنَحْنُ إذَنْ أغْنِياءُ، وهو فَقِيرٌ، وقالُوا هَذا تَلْبِيسًا عَلى ضَعَفَتِهِمْ، وهم يَعْلَمُونَ أنَّ اللَّهَ - عَزَّ وجَلَّ - لا يَسْتَقْرِضُ مِن عَوَزٍ، ولَكِنَّهُ يَبْلُو الأخْيارَ، فَهم يَعْلَمُونَ أنَّ اللَّهَ سَمّى الإعْطاءَ، والصَّدَقَةَ، قَرْضًا، يُؤَكِّدُ بِهِ أنَّ أضْعافَهُ تَرْجِعُ إلى أهْلِهِ، وهو - عَزَّ وجَلَّ - يَقْبِضُ ويَبْسُطُ، أيْ: يُوَسِّعُ ويُقَتِّرُ، فَأعْلَمَ اللَّهُ - عَزَّ وجَلَّ - أنَّهُ قَدْ سَمِعَ مَقالَتَهُمْ، وأعْلَمَ أنَّ ذَلِكَ مُثْبَتٌ عَلَيْهِمْ، وأنَّهم إلَيْهِ يَرْجِعُونَ، فَيُجازِيهِمْ عَلى ذَلِكَ، وأنَّهُ خَبِيرٌ بِعَمَلِهِمْ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿سَنَكْتُبُ ما قالُوا وقَتْلَهُمُ الأنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ونَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ﴾، ومَعْنى ”عَذابَ الحَرِيقِ“: أيْ: ”عَذابٌ مُحْرِقٌ بِالنّارِ“، لِأنَّ العَذابَ يَكُونُ بِغَيْرِ النّارِ، فَأعْلَمَ أنَّ مُجازاةَ هَؤُلاءِ هَذا العَذابُ، وقَوْلُهُ: ”ذُوقُوا“، هَذِهِ كَلِمَةٌ تُقالُ لِلشَّيْءِ يُيْئِسُ مِنَ العَفْوِ، يُقالُ: ”ذُقْ ما أنْتَ فِيهِ“، أيْ: لَسْتَ بِمُتَخَلِّصٍ مِنهُ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب