الباحث القرآني

قَوْلُهُ - جَلَّ وعَزَّ -: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِن دُونِكم لا يَأْلُونَكم خَبالا﴾، ”اَلْبِطانَةُ“: اَلدُّخَلاءُ الَّذِينَ يُسْتَبْطَنُونَ ويُتَبَسَّطُ إلَيْهِمْ، يُقالُ: ”فُلانٌ بِطانَةٌ لِفُلانٍ“، أيْ: مُداخِلٌ لَهُ ومُؤانِسٌ ”، فالمَعْنى أنَّ المُؤْمِنِينَ أُمِرُوا ألّا يُداخِلُوا المُنافِقِينَ، ولا اليَهُودَ، وذَلِكَ أنَّهم كانُوا لا يُبْقُونَ غايَةً في التَّلْبِيسِ عَلى (p-٤٦٢)المُؤْمِنِينَ، فَأُمِرُوا بِألّا يُداخِلُوهُمْ، لِئَلّا يُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ، وأخْبَرَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ بِأنَّهم لا يَأْلُونَهم خَبالًا، أيْ: لا يُبْقُونَ غايَةً في إلْقائِهِمْ فِيما يَضُرُّهُمْ، وأصْلُ“ اَلْخَبالُ "، في اللُّغَةِ: ذَهابُ الشَّيْءِ، قالَ الشّاعِرُ: ؎أبَنِي سُلَيْمى لَسْتُمُ لِيَدٍ ∗∗∗ إلّا يَدًا مَخْبُولَةَ العَضُدِ أيْ: قَدْ ذَهَبَتْ عَضُدُها، ﴿وَدُّوا ما عَنِتُّمْ﴾، أيْ: ودُّوا عَنَتَكُمْ، ومَعْنى ”اَلْعَنَتُ“: إدْخالُ المَشَقَّةِ عَلى الإنْسانِ، يُقالُ: ”فُلانٌ مُتَعَنِّتٌ فُلانًا“، أيْ: يَقْصِدُ إدْخالَ المَشَقَّةِ والأذى عَلَيْهِ، ويُقالُ: ”قَدْ عَنِتَ العَظْمُ، يَعْنَتُ، عَنَتًا“، إذا أصابَهُ شَيْءٌ بَعْدَ الجَبْرِ، وأصْلُ هَذا كُلِّهِ مِن قَوْلِهِمْ: ”أكَمَةٌ عُنُوتٌ“، إذا كانَتْ طَوِيلَةً، شاقَّةَ المَسْلَكِ، فَتَأْوِيلُ ”أعْنَتُّ فُلانًا“: حَمَلْتُهُ عَلى المَشَقَّةِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب