الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحابًا﴾، مَعْنى: ”يُزْجِي“: يَسُوقُ، ﴿ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ﴾، أيْ: يَجْعَلُ القِطَعَ المُتَفَرِّقَةَ مِنَ السَّحابِ قِطْعَةً واحِدَةً، ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكامًا﴾، أيْ: يَجْعَلُ بَعْضَ السَّحابِ يَرْكَبُ بَعْضًا، ﴿فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِن خِلالِهِ﴾، ”اَلْوَدْقُ“: اَلْمَطَرُ، ويُقْرَأُ: ”مِن خَلَلِهِ“، و”خِلالِهِ“، أعَمُّ وأجْوَدُ في القِراءَةِ، و”خِلالٌ“، جَمْعُ ”خَلَلٌ“، و”خِلالٌ“، مِثْلَ: ”جَبَلٌ“، و”جِبالٌ“، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”اَلسَّحابُ“، جَمْعَ ”سَحابَةٌ“، ويَكُونَ ”بَيْنَهُ“، أيْ: ”بَيْنَ جَمِيعِهِ“، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”اَلسَّحابُ“، واحِدًا، إلّا أنَّهُ قالَ: ”بَيْنَهُ“، لِكَثْرَتِهِ، ولا يَجُوزُ أنْ تَقُولَ: ”جَلَسْتُ بَيْنَ زَيْدٍ“، حَتّى تَقُولَ: ”وَعَمْرٍو“، وتَقُولُ: ”ما زِلْتُ أدُورُ بَيْنَ الكُوفَةِ“، لِأنَّ ”اَلْكُوفَةُ“، اِسْمٌ يَتَضَمَّنُ أمْكِنَةً كَثِيرَةً، فَكَأنَّكَ تَقُولُ: ”ما زِلْتُ أدُورُ بَيْنَ طُرُقِ الكُوفَةِ“ . وَقَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبالٍ فِيها مِن بَرَدٍ﴾، ويَجُوزُ: ”وَيُنْزِلُ“، بِالتَّخْفِيفِ، ومَعْنى ”مِنَ السَّماءِ مِن جِبالٍ فِيها مِن بَرَدٍ“: ”مِن جِبالِ بَرَدٍ فِيها“، كَما تَقُولُ: ”هَذا خاتَمٌ في يَدِي مِن حَدِيدٍ“، اَلْمَعْنى: ”هَذا خاتَمُ حَدِيدٍ في يَدِي“، ويَجُوزُ - واللَّهُ أعْلَمُ - أنْ يَكُونَ مَعْنى ”مِن جِبالٍ“، مِن مِقْدارِ جِبالٍ مِن بَرَدٍ، كَما تَقُولُ: ”عِنْدَ فُلانٍ جِبالُ مالٍ“، تُرِيدُ: ”مِقْدارَ جِبالٍ“، مِن كَثْرَتِهِ، قَوْلُهُ: ﴿يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصارِ﴾، (p-٥٠)وَقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ المَدَنِيُّ: ”يُذْهِبُ بِالأبْصارِ“، ولَمْ يَقْرَأْ بِها غَيْرُهُ، ووَجْهُها في العَرَبِيَّةِ ضَعِيفٌ، لِأنَّ كَلامَ العَرَبِ: ”ذَهَبْتُ بِهِ“، و”أذْهَبْتُهُ“، وتِلْكَ جائِزَةٌ أيْضًا، أعْنِي الضَّمَّ في الياءِ، في ”يُذْهِبُ“، ومَعْنى ”سَنا بَرْقِهِ“: ضَوْءُ بَرْقِهِ، وقُرِئَتْ: ”سَنا بُرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصارِ“، عَلى جَمْعِ ”بُرْقَةٌ“، و”بُرْقٌ“، والفَرْقُ بَيْنَ ”بُرْقِهِ“، بِالضَّمِّ، و”بَرْقِهِ“، بِالفَتْحِ، أنَّ ”اَلْبَرْقُ“: اَلْمِقْدارُ مِنَ البَرْقِ، و”اَلْبُرْقَةُ“: أنْ يَبْرُقَ الشَّيْءُ مَرَّةً واحِدَةً، كَما تَقُولُ: ”غَرَفْتُ غَرْفَةً واحِدَةً“، تُرِيدُ ”مَرَّةً واحِدَةً“، و”اَلْغَرْفَةُ“: مِقْدارُ ما يُغْرَفُ، وكَذَلِكَ ”اَللَّقْمَةُ“، و”اَللُّقْمَةُ“ .
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب