الباحث القرآني

وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَقُولُ آمَنّا بِاللَّهِ وبِاليَوْمِ الآخِرِ وما هم بِمُؤْمِنِينَ﴾، عَنى بِذَلِكَ المُنافِقِينَ، وإعْرابُ ”مِن“: اَلْوَقْفُ، إلّا أنَّها فُتِحَتْ لِالتِقاءِ السّاكِنَيْنِ، سُكُونِ النُّونِ مِن قَوْلِكَ: ”مِن“، وسُكُونِ النُّونِ الأُولى مِن ”اَلنّاسِ“، وكانَ الأصْلُ أنْ يُكْسَرَ لِالتِقاءِ السّاكِنَيْنِ، ولَكِنَّها فُتِحَتْ لِثِقَلِ اجْتِماعِ كَسْرَتَيْنِ لَوْ كانَ ”مِنِ النّاسِ“، لَثَقُلَ ذَلِكَ، فَأمّا ”عَنِ النّاسِ“، فَلا يَجُوزُ فِيهِ إلّا الكَسْرُ، لِأنَّ أوَّلَ ”عَنْ“، مَفْتُوحٌ، و”مَن“، إعْرابُها الوَقْفُ، لِأنَّها لا تَكُونُ اسْمًا تامًّا في (p-٨٥)الخَبَرِ إلّا بِصِلَةٍ، فَلا يَكُونُ الإعْرابُ في بَعْضِ الِاسْمِ، فَأمّا الإدْغامُ في الياءِ في ”مَن يَقُولُ“، فَلا يَكُونُ غَيْرُهُ، تَقُولُ: ”مَن يُقَوَّمُ“، فَتُدْغِمُ بِغُنَةٍ، وبِغَيْرِ غُنَّةٍ. وَقَوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿وَما هم بِمُؤْمِنِينَ﴾، دَخَلَتِ الباءُ مُؤَكِّدَةً لِمَعْنى النَّفْيِ، لِأنَّكَ إذا قُلْتَ: ”ما زَيْدٌ أخُوكَ“، فَلَمْ يَسْمَعِ السّامِعُ ”ما“، ظَنَّ أنَّكَ مُوجِبٌ، فَإذا قُلْتَ: ”ما زَيْدٌ بِأخِيكَ“، و”ما هم بِمُؤْمِنِينَ“، عَلِمَ السّامِعُ أنَّكَ تَنْفِي، وكَذَلِكَ جَمِيعُ ما في كِتابِ اللَّهِ - عَزَّ وجَلَّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب